هناك اناسً تصنع من اسمها نجوماً نظل نهتدي بها في ظلمات الطريق . طبيبً صنع من زمانه عصرً ذهبي ٌ هو نجم الأمس واليوم والغد ..... الرائد " كوخ "

في هذه الكلمات تم تسليط الضوء على انسان قبل أن يكون طبيب صحيح أنه من الماضي القديم لكنه يصلح لكل زمانِ .... لملهمي روبرت كوخ ترفع القبعات




من هو روبرت كوخ




هو عالم أحياء وطبيب ومخترع واستاذ جامعي وكيميائي ومصور ,ولد في ألمانيا في مدينة كلاوستال في 11 ديسمبر 1843 , وهو المؤسس الحقيقي لعلم الجراثيم وأحد مؤسسي علم البكتيريا .نشأ في عائلة كثيرة الأفراد ,وذلك لم يمنعه من التقدم والسعي والنجاح حتى سمي العصر الذي عاش فيه " بالعصر الذهبي" لكثرة اكتشافاته واختراعاته , درس الطب في جامعة غوتيغن , وعمل موظف لدى جامعة هومبولت في برلين . عمل بمعدات بسيطة حيث أنه لم يكن يمتلك مختبر فقام بانشاء مختبر صغير في بيته يحتوي مجهر بسيط وجهاز لتقطيع الانسجة وحاضنة منزلية قام بانشائها بنفسه .




بدأ عصره الذهبي منذ عام 1876 باكتشافه البكتيريا التي تسبب مرض الجمرة الخبيثة " Anthrax" والتي انتشرت في مدن القارة الاوروبية بعد ما أصيب عدد كبير من الأغنام والماعز والخنازير , مما أدى الى انتقال العدوي للمزارعين والأشخاص الذين يشرفون على تربيتها . وقد كان يعتقد بأن هناك بكتيريا عصوية تسبب الاصابة نتيجة دخولها من الجلد او ابتلاعها عن طريق الفم الى حدوث تدمير للانسجة المكونة للجلد والقناة الهضمية وفي حال دخولها للدم تؤدي الى حدوث تسمم في الدم ومن ثم حدوث صدمة انتانية .وتؤدي الى وفاة ألالاف من المواشي والمزارعين ,وقد وثق هذا الاكتشاف من خلال تنميته لهذا النوع من البكتيريا ورؤيتها تحت المجهر ,ثم حقنها في فئران التجارب مما أدى الى وفاتها ومن ثم قام بأخذ عينات من الفئران الميتة فاكتشف ان نفس النوع من البكتيريا هو المسبب لموت الماشية .وقد اطلق عليها اسم " Anthrax Bacillus"



وفي عام 1882 قام باكتشاف البكتيريا المسببة للسل الرئوي " Tuberculosis" بعد أن عجز الكثير من الاطباء والعلماء على اكتشافها وهي عبارة عن بكتيريا شديدة الخطورة يطلق عليها اسم

" Mycobacterium Tuberculosis"" تصيب الرئتين بشكل أساسي وتنتقل عن طريق رذاذ الشخص المصاب ويمكن أن تصيب الكلى والعظام والعقد اللمفاوية والمخ وتؤدي الى احداث تغيرات في الحنجرة والامعاء والجلد . وكان الفضل في هذا الاكتشاف للعالم كو خ وتكريما له سميت ب " عصيات كوخ " وقد حاز على جائزة نوبل نتكريما َ لاكتشافه . وفي نفس الفترة استطاع استخلاص المادة المستخدمة في تشخيص مرض السل وتسمى التيوبركلين "Tuberculin"




ولم يقتصر كوخ في التطور والاكتشاف على القارة الاوروبية بل قد اكمل طريقه الى القارة الآسيوية والافريقية وخاصة بعد أن تفشى مرض الكوليرا في مصر عام 1883 وقضى على عدد كبير من المواطنين أصر كوخ أن يكون له النصيب الأكبر في العلم والمعرفة فاستطاع وبعد عدة تجارب تشخيص مرض الكوليرا في مستشفى الاسكندرية بمصر وهو من الامراض المعوية المعدية التي تنتقل الى البشر عن طريق الطعام او شرب المياه الملوثة وعادة ما تعيش هذه البكتيريا التي تسمى ب "Vibrio Cholera" في البيئات المائية وتؤدي الى حدوث اسهال سائل مستنزف وجفاف وانخفاض في الضغط في غضون ساعة من بداية ظهور الاعراض ثم الى الوفاة في حالة عدم تلقي العلاج المناسب .



وفي عام 1890 ومع بقائه في قارة افريقيا استطاع تشخيص بعض امراض الدم المعدية مثل الملاريا وهو مرض معدي يسببه طفيل يدعى " البلازموديوم" ينتقل الى البشر عن طريق لدغات البعوض الحامل للعدوى ويؤدي الى حدوث حمى وقشعريرة وصداع وغثيان وتقيؤ بالاضافة الى الام عضلية وتعب .:ومرض النوم الافريقي . وقد قضى كوخ فترات طويلة في البحث عن الاسباب وايجاد العلاج لها .



وفي عم 1891 أقام معهد الامراض المعدية " معهد روبرت كوخ " في برلين وصار مديرا له وقد اصبح فيما بعد وكالة اتحادية في المانيا تعنى بالامراض المعدية وغير المعروفة .ومؤسسة للصحة العامة وتابع لوزارة الصحة الاتحادية ,ويعد من المؤسسات البحثية في المانيا , ويقدم المشورة للجهات الحكومية حول التعامل مع الامراض المعدية . وقد كان مكوناَ رئيسياَ في مكافحة جائحة كورونا عام 2020 ويعتبر بأنه المؤسسة المرجعية عن تقييم مخاطر الفيروسات في ألمانيا ويتكون من عدة وحدات وهي :- قسم الأمراض المعدية , قسم علم الوباء والتقرير الصحي , قسم علم وباء الأمراض المعدية , مركز التهديدات البيولوجية ومسببات الامراض الخاصة , قسم البنية التحتية البحثية وطرق البحث , قسم مجموعات المشاريع , قسم وحدات الموظفين , قسم الخدمات المركزية .



وتكريما لهذا الانسان الفاضل والمنقذ للبشرية قامت مدينة كلاوستال بانشاء مدرسة روبرت كوخ , ومستشفى روبرت كوخ , وشارع روبرت كوخ , وجائزة روبرت كوخ , ومكتبة روبرت كوخ , وذلك تخليدا له بأن يبقى اسمه في كل مكان نذهب اليه .



وفي 27 مايو 1990 توفي هذا العالم القدير بعد أن قضى ستة وستين عاما في القراءة والعلم والتجربة تاركا وراءه لنا العديد مما نتعلمه ونكتسبه من علمه وتجاربه , والمزيد من تجارب التحفيز , والكثير من الالهام


ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات سوسن أبو نجم

تدوينات ذات صلة