لابد من دمج النساء في منظومة التحديث الاقتصادي والسياسي ،

تمكين النساء من أجل مواجهة التغير المناخي ضمن رؤية التحديث الاقتصادي


المهندسة ياسمين الفواز


تمكين النساء من أجل مواجهة التغير المناخي ضمن رؤية  التحديث الاقتصادي 14693907458122512



ترتبط النساء ارتباطاً وثيقاً بالعمل المناخي فهي متأثرة ومؤثرة فيه بشكل مباشر ،ولعل أحد الأسباب التي تؤدي إلى توثيق هذا الارتباط هو كون المرأة عاملاً أساسياً في عجلة الاقتصاد الأخضر إذ تشكل النساء لاعباً أساسياً في هذه المنظومه المتكامله ولعل أبرز التحديات التي تواجه النساء في هذا المجال لعدم استطاعتها في أغلب الأحيان الوصول إلى الموارد التي تعزز مواجهتها للتغير المناخي ،ووجود النقص في تسليح النساء بالمعرفة والمهارات اللازمة للمساهمة الفاعلة في مواجهة هذه الكارثة والمشاكل الاجتماعية والاقتصادية والثقافية التي تواجهها وخصوصاً المهمشات من نساء الأرياف والمناطق النائية

"إن تغير المناخ يضاعف التهديدات التي تتعرض لها النساء، ويزيد من خطر انتشار العنف ضدهم،والآثار السلبية لتغير المناخ تشمل تفاقم العنف الجسدي، والنفسي، والاقتصادي ضد النساء بالتوازي مع نقص الإمكانيات اللازمة لحمايتهم من العنف الناتج عن تفاقم هذه الأخطار، كما أنّ الكوارث المناخية تجعل المجتمعات تحاول التكيّف، عبر ممارسات عنيفة ضد المرأة." هذا ما ذكرته المقررة الخاصة للأمم المتحدة المعنية بالعنف ضد النساء والفتيات ريم السالم في تقريرها الذي تشير فيه إلى العنف المترتب على النساء والفتيات نتيجة تغير المناخ .، ولا نستطيع أن ننسى الظروف الصحية التي يواجهونها مثل الحمل الإنجاب والرضاعة والدورة الشهرية التي تحد من الإمكانيات التي تسعى النساء لتقديمها ، وكونها أم ووظيفتها البيولوجية تحتم عليها دائماً توفير الأمن الغذائي لها ولعائلتها ولأن التغير المناخي يؤثر تأثيراً مباشراً بالأمن الغذائي فإنها المتأثر الأول والحقيقي لتداعيات خطر تغيرات المناخ فبالتالي فإن تأثر المرأة بالتغير المناخي حقيقة لا يمكن إنكارها .

وأكد تقرير مؤسسة ملتقى الحوار للتنمية وحقوق الإنسان أن المرأة هي الأكثر عرضة للتأثر بالتغيرات المناخية .وتتحمل النساء وطأة الصدمات البيئية والاقتصادية والاجتماعية ،لذلك لا يمكن أن يكون العمل المناخي متضمناً نتائج حقيقية ومستدامة دون تدخل النساء بشكل مباشر فيه .

تمكين النساء من أجل مواجهة التغير المناخي ضمن رؤية  التحديث الاقتصادي 53314148565723720



وارتباط النساء بهذا المجال لابد أن تتم رسم سياساته بشكل واضح ولابد أن يكون متماسكاً وعلى جميع الأصعدة ،فلا يمكن ولا بأي حال من الأحوال أن يتم الحد من التأثيرات المتواترة للتغير المناخي إلا من خلال دمجه مع الخطة الوطنية لتحديث المنظومة الاقتصادية والسياسية ،ولأن رؤية التحديث الاقتصادي تسعى لإطلاق القدرات والإمكانات والارتقاء بنوعية الحياة للجميع من أجل تحسين المستقبل الذي نأمل أن نراه من خلال وضع العديد من الاستراتيجيات والأهداف التي سيتم تحقيقها ضمن خطة وطنية شاملة لجميع المجالات ومن هنا فإن ن تضمين المرأة ضمن هذه الخطط سيعمل على تحقيق الأهداف المتعلقة بالعمل الأخضر وتسريع الحصول على النتائج الحقيقية والفعالة وبالتالي سيحفز السير نحو تحقيق الأهداف التي تمت عنونته ضمن قطاع الاستدامة .

لماذا يجب تضمين تمكين النساء في مواجهة تحدي التغير المناخي ؟

لا بد من وضع إطار استراتيجي لتمكين النساء من أجل مواجهة التغير المناخي ويضمن لهن الدور الأساسي في هذه العملية ،فمن خلال تعزيز دورها في هذه المنظومة ودمجها بشكل مباشر سيساهم في تقليل حجم الآثار المتراكمة للتغير المناخي ،فمن خلال وجود المرأة في المناصب القيادية والهياكل المتخصصه في مواجهة التغير المناخي يؤدي إلى وضع خطة عمل أدق وأكثر شمولية ودمجه لجميع عناصر المجتمع فيه ،و لأن النساء ذوات ارتباط مباشر بالمجتمع .لذلك فإن دمج النساء في صنع القرار لمواجهة التغير المناخي سيكون له العديد من الإيجابيات والتأثيرات على سير العمل المناخي في العالم،أهمها تحقيق مساواة فعلية بين الجنسين ،المساهمة في بناء مستقبل أكثر استدامة اعتماداً على الموارد المتاحة،إيجاد حلول ابتكارية من وجهة نظر نسائية، العمل لتحقيق تطور اقتصادي ومجتمعي وثقافي وإنساني شامل ومتكامل .

تعزيز المرونة في المجتمعات التي تقودها النساء وتحقيق العدالة الاجتماعية والتكامل عند رسم الخطط والبرامج التي سيتم تنفيذها في هذا الصدد، ومن خلال معالجة نقاط الضعف التي تواجهها النساء فإنه سيزيد من سرعة الاستجابة للتغير المناخي.ولأن النساء يشكلن النسبة الأكبر من العمالة الزراعية لذلك فإن تمكينهم سيكون ذا تأثير كبير.

تمكين النساء من أجل مواجهة التغير المناخي ضمن رؤية  التحديث الاقتصادي 66446789132501.57



سيتم خلق علاقه كامله تتسم بطابع نسائي تساهم بشكل مباشر وفعلي في تخفيف آثار التغير المناخي. لذلك لابد من دمج النساء وخرطها بالعمل المناخي سواء أكان برسم السياسات ووضع الخطط أو من خلال المشاركة في المؤتمرات الدولية لأنه على الرغم من زيادة تمثيل النساء في مواجهة التغير المناخي إلا أنه ما زال محدودا وفقًا لتقرير على دويتش فيلا بعنوان «النساء فى مواجهة التغير المناخي»؛ تصل نسبة النساء ضمن الموفدين للمشاركة فى مؤتمرات المناخ من جميع بلدان العالم إلى الثلث فقط، كما أن وفداً واحداً فقط من بين كل خمسة هو بقيادة امرأة، وبقى هذا الوضع ثابتاً خلال السنوات الخمس الماضية ولم يتغير تقريبًا.


ونتيجة لكل ما سبق لابد من دمج النساء في منظومة التحديث الاقتصادي والسياسي رؤية 2030 التي ترسمها الحكومة الأردنية ،ولا بد من تبني سياسات مناخية عالمية وإطلاق مبادرات شبابية ونسائية مع العمل على سن أُطر قانونية تحمي العمل ضمن القطاعات الخضراء المرتبطة بقضية تغير المناخ، مع ضرورة نشر الوعى الكافى وتمكين النساء في الأرياف والمناطق النائية بمخاطر التغير المناخي وأساليب الحماية و التعايش معه وكيف يمكن أن تساهم بشكل كبير في الحد من آثاره .

وتستطيع المرأة اليوم، دخول جميع ميادين العمل ولعب دور أساسي في جميع القطاعات ، ولا يعد قطاع العمل المناخي استثناءً من ذلك.





Eco youth jordan

ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات Eco youth jordan

تدوينات ذات صلة