فى ذكرى انطفاء الروح . فى ذكرى انتهاء عالم كان معنا ..و قلب كان يدفئ أرواحنا

تصبح الأمور على ما يرام فيما بعد ..

الجروح تلتئم مع الوقت والأشياء القابلة للتغيير ستتغير ..إنه الوقت


كان هنا فى ذاك البيت جدتى صاحبه الوجه المضئ والبسمه العتيقه يمكننى ان اقارنها بالقمر وسأنتصر لها بأنه اجمل منه .. جدتى كانت مثابرة محبه و قوية و لها باع فى الكرم والجود ♥️

ربت اربعة اولاد وثلاث بنات أيتام تركهم والدهم ليتزوج بأخرى كانت الام بعد الأم ..كنت فى صغرى اراها تستيقظ لتضئ الكون لتنشر الدفئ فيه..كانت دائما تصنع الخبز و تغلى الحليب صباحا فتملئ راحئتهم الزكيه البيت مع نسيم الصباح ..كأنها الجنه هنا خلقت بين يديها

كانت تقول جدتى لأمى اعتادى الإستيقاظ باكراً فإن الله يوزع الارزاق باكراً ، الإستيقاظ باكراً خير و اصنعى الخبز فى بيتك دائما فهو خير البيت .

كانت جدتى قويه لا تظهر حزنها ابدا خشية ان يحمل احداً همها ..لكن الحزن صنع العله فى جسدها حتى أفقدها الكثير من حسنها الرائع .


انطفئ نور الكون و حزن كل من فى القرية بكى الغريب والقريب كان حزن الأطفال اكثر ويدهشنى كم كان الأطفال يحبون جدتى ..كيف لشخص ان يترك كل ذلك الحب ويرحل ..

سمعت احد الرجال الذين اتوا الجنازه انه كان يأتى كل اسبوع مره ليبيع بضاعته كبائع متجول ..كان مسيحي الديانه قال انها كانت كأم له لا يأتى الا واكرمته واعطته من خير بيتها لمساعدته ..كانت جدتى امراه بسيطه لكنها فى الحب والعطاء لم تكن ابدا عاديه .

بكيت كأن العالم انتهى ..كأن السماء اسودت العالم اصبح ساكناً يعتريه لحظه الغروب .. ارواح منهكه من النحيب والبكاء .. يقولون حينما يموت شخص تنتهى حياته وتسير الحياة كما كانت .. لا شئ كما كان منذ غيابها ..خير البيت قل

رائحه الصباح اختلفت ..صوت مذياع القرأن لم يعد كما هو

العالم حزين يا جدتى وكأنك أخذتى سكينته معك و رحلتى !

مر اكثر من عشر سنوات على رحيلك

لا يزال الجميع يتذكرك ..لا تزال سيرتك العطره والجميله تتلى ..الجميع يدعوا لك ... زرعه الحب لم تنضب و ستظل باقيه


ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات دعاء حداد/رمادى

تدوينات ذات صلة