هل أنت على وشك الالتحاق بالجامعة لكنك لا تعلم ما التخصص المناسب لك؟


حقيقةً، قد يكون اختيار التخصص الجامعي أمرًا صعبًا، لكن اختيارك للتخصص المناسب في وقت مبكر سيوفر عليك الكثير من الوقت والمال في المستقبل.


ما مدى أهمية اختيار التخصص الجامعي المناسب؟


اختيارك لتخصصك الجامعي لا يعد بالضرورة ضمانًا لمستقبلك المهني؛ الكثير من الخريجين لا يلتزمون بمجال دراستهم في

حياتهم المهنية، وذلك بسبب العديد من العوامل أهمها عدم اختيار التخصص المناسب لهم.


فإذا كنت تنوي الحصول على درجة البكالوريوس في الهندسة على سبيل المثال سيتعين عليك اجتياز العديد من المتطلبات والمواد

في الجامعة لتحصل عليها، لكن في المقابل فإن العديد من مهندسي المستقبل يتخصصون في مجالات مختلفة عن تخصصهم.


لذلك قبل اختيارك لتخصصك سيتبادر إلى ذهنك العديد من الأسئلة:


ما الجامعة التي علي الالتحاق بها؟


ما هي المهنة التي أريدها؟


هل سأكون سعيدًا باختياري بعد 10 أو 20 أو 50 سنة من الآن؟


جميع هذه الأسئلة مرتبطة بشكل مباشر بقرار رئيسي عليك اتخاذه: ما الذي يجب أن أتخصص فيه؟




كيف تختار تخصصك؟


عند اختيارك لتخصصك الجامعي عليك الأخذ بعين الاعتبار الأمور التالية:


  • شغفك واهتماماتك


عند التفكير في شغفك فكر في ما هو أبعد من الهوايات مثل الرياضة والآلات الموسيقية، فكر في التأثير الذي يُمكنك أن تحدثه في العالم:


هل أنت مهتم في الحفاظ على البيئة؟


هل أنت فنان؟


هل تريد أن تصبح طبيبًا؟ وما إلى ذلك.


ضع في اعتبارك أن شغفك واهتماماتك قد يتغيران خلال السنوات الأربع القادمة، كذلك فإن التكنولوجيا والاقتصاد في تغير مستمر. وبحلول

وقت التخرج قد تكون الوظيفة التي تخطط للحصول عليها قد عفا عليها الزمن في حين أن مئات الوظائف الجديدة تكون قد ظهرت.




  • المسيرة المهنية وفرص العمل


عندما تختار تخصصًا معينًا ضع في اعتبارك أنه سيُعِدّك لمسار وظيفي محدد. ربما تعرف بالفعل أنك ترغب في أن تصبح ممرضًا أو تاجرًا أو معالجًا فيزيائيًا أو مطور ويب.


قبل أن تتخذ هذه الخطوة عليك التعرف على التخصص الذي ترغب في دراسته من خلال قراءة الخطة الدراسية ووصف المواد أو حضور الندوات التعريفية

بالتخصصات أو من خلال التحدث إلى الطلاب في القسم الذي ترغب في اختياره. تأكد من أنك مستعد للمواد الدراسية ومتطلبات المهنة التي تحلم بها.


كذلك تأكد من مدى طلب هذه الوظيفة في سوق العمل، لكن لا تجعل هذا الأمر يستحوذ على تفكيرك؛ خطط لحياتك المهنية بما يتماشى مع شغفك.




  • إمكانية الكسب في المستقبل


يجدر التفكير في إمكانية الكسب في المستقبل؛ فالاستقرار المالي بعد التخرج يعد أمرًا مهمًا، لكن هذا لا يعني اختيارك لأحد التخصصات التي تجلب

الكثير من المال دون الأخذ بعين الاعتبار احتياجات سوق العمل أو حتى رغبتك واهتمامك في هذا التخصص.





  • المواد الدراسية التي تحبها وتفضلها


يمكنك اختيار تخصصك بناءً على المواد التي تحبها وتبرع فيها؛ فإذا كنت تحب ما تدرسه فمن المرجح أن تبدع وتكون متفاعلًا بشكل أكبر مع تخصصك،

مما يعني درجات أفضل وعلاقات رائعة مع الآخرين في مجالك.


فعلى سبيل المثال إذا كنت تحب الفلسفة فلا تستبعدها من ضمن خياراتك لمجرد أنك لا تعلم ما يخبئه سوق العمل للفلاسفة؛ فالعديد من

تخصصات الفلسفة والفنون الحرة تزود الطلاب بمهارات التفكير الناقد وقدرات الكتابة التي يقدرها أصحاب العمل بشدة.




  • الجامعة


كذلك ضع في اعتبارك سمعة الجامعة التي ستختارها وتوفر التخصص الذي ترغب في دراسته فيها وجودة التعليم الذي تقدمه الجامعة. إضافة إلى ذلك يمكنك إجراء بعض

الأبحاث حول كليتك للتعرف على الأقسام والأساتذة الأكثر شهرة والتعرف على المجتمع الأكاديمي ككل.




  • ألا تزال مترددًا؟ إذن استكشف اهتماماتك.


إذا لم يكن لديك حقًا أي فكرة عما تريد دراسته فلا بأس؛ يمكنك اعتبار أول سنة دراسية سنة تجريبية يمكنك خلالها تحقيق أقصى استفادة من

أي دورات تعليمية عامة تهمك والتحدث إلى الأساتذة والمستشارين ورؤساء الأقسام والطلاب الآخرين. كذلك يمكنك البحث عن تدريب خارج الحرم الجامعي.


جميع هذه الأمور ستساعدك على استكشاف اهتماماتك في العثور على التخصص الأنسب لك وربما المهنة المثالية.




هل أستطيع تغيير رأيي في التخصص الذي اخترته؟


بالتأكيد تستطيع فعل ذلك؛ فمن أكثر جوانب الحياة الجامعية تشويقًا هو أنها تقدم لك جوانب جديدة وتعزز بداخلك شغفًا جديدًا؛ فعلى سبيل

المثال قد تدخل كطالب جامعي يحب الفيزياء ولكنك فيما بعد تكتشف أن لديك حبًا متزايدًا للعلوم السياسية.


لكن إذا قمت بتغيير تخصصك في وقت متأخر فقد يستغرق الأمر أكثر من السنوات الأربع التقليدية للحصول على الشهادة الجامعية.




  • التخصص المزدوج


إذا شعرت أن مجال دراستك لا يُرضي النهم الفكري لديك يمكنك التفكير بتخصص ثانوي إلى جانب تخصصك. بعض الطلاب يجدون أن التخصص في مجال واحد يعد كافيًا بالنسبة لهم.


يختار بعض الطلاب الجامعيين الذين لديهم حب التعلم تخصصًا ثانويًا آخر غالبًا ما يكون في مواد مختلفة ولكنه لا يتطلب ساعات دراسية كالتخصص الأساسي.


إن دراسة تخصصين يتيح للطالب فهمًا لمجالين أكاديميين مختلفين، لكن في المقابل يتطلب ذلك تلبية مجموعتين من المتطلبات وأخذ ضعف الفصول المطلوبة. وفي

حين أن التخصص الثانوي أو المزدوج قد يجعلك أكثر قابلية للتسويق سواءً من الناحية المهنية أو للدراسات العليا فإن كلاهما يتطلب وقتًا وطاقة مكثفة. لذا فكر مليّا قبل أن تُقدم على هذه الخطوة.





الشغف والمسيرة المهنية والجامعة والاستقرار المالي وفرص العمل جميعها أمور أساسية يجدر التفكير بها قبل اختيار التخصص الجامعي المناسب، وإلا لن تكون سعيدًا في المستقبل؛

فاختيارك الخاطئ سيكلفك الوقت والمال لتصحيح مسار حياتك المهنية. قد يرهقك التفكير في الوقت الحالي لكنه سيضعك على المسار الذي ترغب به في نهاية المطاف.




صافي

ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات صافي

تدوينات ذات صلة