الرغبة في التنافس مع الآخرين تلهب حماسة المرء للقيام بأفضل ما لديه واستخراج أفضل ما في امكانياته للتفوق ،
الرغبة في التنافس مع الآخرين تلهب حماسة المرء للقيام بأفضل ما لديه واستخراج أفضل ما في امكانياته للتفوق ، وأكبر دليل علي ذلك ما نستنتجه من القرآن الكريم وقصة " هدهد سليمان "( 37 قال يا أيها الملأ أيكم يأتيني بعرشها قبل أن يأتوني مسلمين 38 قال عفريت من الجن أنا آتيك به قبل أن تقوم من مقامك وإني عليه لقوي أمين 39 قال الذي عنده علم من الكتاب أنا آتيك به قبل أن يرتد إليك طرفك فلما رآه مستقرا ً عنده قال هذا من فضل ربي ليبلوني ءأشكر أم أكفر ومن شكر فإنما يشكر لنفسه ومن كفر فإن ربي عني كريم ) ،فالأشخاص المدفوعون تلقائياً لإنجاز الأعمال ذات الطابع التفوقى ، هم مفطورون على الرغبة فى تأكيد ذواتهم ،وينجذبون للقيام بتلك الأدوار الإستثنائية أكثر من غيرهم. وليس لشخص آخر أن يكون بمقدوره إملاء وصاياه بشأن دوافعك للنمو والإنجاز والتغيير ، فالتغيير يأتى من داخلك أولاً وقبل كل شئ ، فهناك من تدفعه غريزة حب المال، وآخرين يؤثرون بلوغ الشهرة وذياع الصيت والصوت ، وثلة منهم يندفعون الى التغيير بوازع من الضمير ورغبة فى السمو الأخلاقى ، والبعض يتخذ من المنافسة محفز للشعور بالتميز والتفوق .وليس ما يدفع أحدهم لإحراز النبوغ ؛جدير بأن يدفع جميع الناس لتحقيق نفس الإنجاز .فعندما علم " ألمون ستروجر " الذي كان يعمل حانوتيا ً أن منافسه في المهنة له السبق في معرفة المتوفيين قبله ، وكان ذلك بسبب أن زوجة الحانوتي الآخر كانت تعمل موظفة تحويل المكالمات التليفونية ، وبذلك يسرع الحانوتي الآخر في عرض وتقديم خدماته لأهل المتوفي ويحظي بفرصة تنظيم الشعائر الجنائزية ، دفع هذا " ستروجر " الي الخروج من هذه الأزمة باختراع نظام تحويل المكالمات التليفونية آليا ً ونظام الإتصال المباشر دون التدخل من أحد .الحقيقة ان للإبداع دوافع ومحركات ضرورية لتحريكه واستثارته داخل النفس المستعدة للإبداع ، ففى قصة " الفلاح الفصيح " التى ذكرها ال دكتور سليم حسن فى الجزء السابع عشر من كتاب تاريخ مصر الفرعونى مثالاً رائعاً على هذا ، فمن هو ذلك الفلاح الفصيح ؟القصة جرت أحداثها منذ ثلاثة آلاف سنة ، وتحكى عن فلاح مصرى كان يستخدم عدداً من الحمير فى نقل البضائع والمزروعات من مدينة الى اخرى ، وفى أحد تلك الصباحات تعرض له أحد المزارعين البلطجية معدومى الضمير وادعى أن حمير الفلاح أكلت محصول القمح الذى يملكه فانهال على الفلاح الفصيح ضرباً وسلبه حميره وما تحمله عقاباً له ، فغضب الفلاح الغريب عن المدينة وحزن حزناً شديداً وقرر أن يشكوه للملك خيتى ، وراح يبكى ويتباكى أمام الناس ويشكو بأسه الشديد ويستجلب تعاطفهم ، وكان بكاؤه مؤثراً وكلماته بليغة واسلوبه رصين ، وتناقل الناس كلامه الى ان وصل الى الملك ، وأعجب الملك ببلاغة الفلاح وفصاحته فى التعبير عن شجنه ، الا أنه لم ينصف الفلاح لنفس الأسباب ، وهنا قال الملك : لن نجيب هذا الفلاح إلى ما يريد.. إننا نريده أن يبكي ويشكو فالذي يقوله أدب وفن فليقل ولنشجعه على ذلك !!. لقد فطن الملك رغم قراره الشاذ والظالم الى أن فصاحة الفلاح مدفعها الإحساس بالقهر والظلم فأراد أن يستمتع بالمزيد من هذا الفن .دعنى أهمس فى أذنك بسر، لا يوجد فى الإبداع ما هو على غرار الفن للفن ،أو الضحك للضحك ،ليس هناك ما يدعى "الإبداع من أجل الإبداع " ،لابد وأن هناك حافز وراء كل إبداع ، حتى المبدع الذى يبدع لأنه فقط يحب أن يبدع يجب أن يتحلى بالشجاعة لكى يعد هذا الحب للإبداع حافزاً " وحافزاً وجيهاً" فى حد ذاته.ما هى الدوافع والمغريات التى تحثك للقيام بفعل خارج حدود المألوف ؟
من كتابى " وعليكم الإبداع"
من كتابى " وعليكم الإبداع"
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات