سلسلة تدوينات تفاعلا مع شهر أكتوبر للتوعية بالعافية من سرطان الثدي

(3)


المرأة أرض العالم، ولا ثمة أرض لا يمكن استصلاحها.


قبل سنوات ليست بالطويلة، كنا نناقش الإصابة بالأمراض الخطيرة كالسرطان؛ في العمر المجهَد للأنثى! وكان محتملا إيجاد أسباب الإصابة، ولو كانت التدهور التدريجي في التوازن الهرموني بفعل التقدم في العمر.

إلا أننا اليوم، ولأسباب تتزايد رغم المجهول الذي يلفّها، بتنا نجمع شهادات عن إصابات فادحة في الأنثى الأصغر عمرا.: الأنثى الشابة، الأنثى التي لم يسبق له الإنجاب، والأنثى التي لم تتزوج، والأنثى التي اقتربت من البلوغ!

وإن الضرر في طرف من الكيان الأنثوي يدل على خلل متراكم عبر السنوات، كما و سيترك أثرا لاحقا فيما لو لم يتم علاجه بشمولية.



الهِبة الأنثوية (3)10698844959785370



لكن يظل السؤال: لماذا فسد جسد الأنثى؟


الوراثة، تدهور النظام الغذائي الفقير من احتياجات النمو السليم، الترنح تحت مختلف الضغوط النفسية والفكرية، وحتى الجسدية، التقلبات المستمرة في نظام النوم والإجهاد الناتج- كلها مسببات مطروحة في هذا الصدد.

و حين تتوافر حالات عديدة فإن الأمر يتحول من التناول الفردي إلى تشكيل تيار عام، يطرح نفسه نذير خطر على الوجود المهدَّد للأنثى.


وسأترك بعيدا مجال الدراسات الطبية للأسباب وطرق التشافي، وأضع من مراقبتي ما رأيته مؤشرا يستدعي مراجعة ما نفعله بالأنثى، وما تفعله هي في نفسها بنفسها.

“الهدر في العطايا الأنثوية" مسألة خطيرة لا يتم التنبه لها خلال تنشئة الأنثى، كما لا تتفطن الأنثى إلى أنها تمارس هذا الهدر بطريقة يصير معها متعذرا استصلاح ما فسد منها. فمثلا:

  • عدم العناية مطلقا بالأعضاء الأنثوية خلال النمو

  • الكبت المستمر للمشاعر والاحتياجات التي تضخم مع العمر


  • التغافل عن الفحص المستمر للكيان الأنثوي، لأننا -حتى اليوم – لا نعتبر أن طب النساء والتوليد هو رفيق حياة للأنوثة قبل أن يكون استدعاء طارئا في مراحل عمرية محددة.


  • التأخر في ممارسة الاكتفاء الأنثوي، على مستوى الشريك المناسب، والأمومة في أوانها، حتى الدخول بسلامة في مرحلة الأمل.


هذه العوامل تضغط – مع أخرى مادية – على الهبة الأنثوية وتجعلها ضعيفة وغير وافية بأن تكمل حياة صاحبتها في عافية وأمان.

ليس من قول فصل في شأن الهبة الأنثوية ذات الطبيعة غير المنضبطة، ولكن الميزة الأثيرة فيها أنها كالطبيعة قابلة للتشكل وإعادة التنظيم متى ما تُركت وفطرتها القادرة على إحياء ما هلك فيها.


ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات غادة عبدالله

تدوينات ذات صلة