ماذا لو كان النصح بطريقة اكثر قربًا و خاضع للحالة العاطفية و النفسية للطفل؟

لي علاقة وثيقة مع النصح (الأوامر) فرضها عليّ تسلسلي العائلي، كوني الابنة الكبرى لأختين اصغر مني، ولأنني احببت المهمة التي القاها على ظهري التقليد، مارستها بكل طقوسها، وبكل ما تحمل عبارات فرض السيطرة، كيف لا، وانا الأنضج والاكبر و الاسبق بخوض التجربة (الحياة) ، كل هذه المميزات تفوضني لأن انصحهم كما أشاء، عفوا كما يشاء العرف. اذكر جيدًا، أن جدتي لم تكن تُبدي النصح، بل تأمر بحدوث ما تُريد و يوافق والداي بحكم خبرة الجدة بالحياة، و يمكنها عرض النصح بأي طريقة تراها مُناسبة. نضجنا قليلًا تولى الابوين هذا الدور، واي التفاتة خارج برواز النصح (الأوامر) نُتهم بالعقوق. كان للجدات سحر خاص بفرض الهيمنة، و توارثها الابناء بأمتنان واضح، والدليل أتباعهم التعاليم المنصوص عليها بالذاكرة وربطها بالدين (بأعتقادهم كل ما يمت الماضي من قدم له صلة قوية بالدين، لذا يتمسكون بتقاليد الجدات و جدات الجدات و ما سبقهن).النصح منذُ بدء البشرية اخذ اشكال عدة:المشورى و تطور لمصطلح (اقتراح) الاخير دارج اكثر بالأوساط المدنية والأكاديمية.انا لست ضد النصح، لكن هل فكرنا يومًا بسلبيات فرض النصيحة؟بالنسبة لطفل صغير ، تكميم فمه يعني اغلاق عينيه وعقله وبالتالي يتلاشى عنده حس التفاعل مع اي جديد، لأنه بُرمج ان وراء اي شيء حكمة ليس هناك داعي لمعرفتها، اذا ما اردنا أن نُدلي بالنصح لأطفالنا علينا أن نُجدد طُرق توصيل الفكرة دون تتشكل بهيئة فرض أو أمر أو حتى بصورة تُشعره بهشاشة تفكيره، يجب ان نُرشد اطفالنا الى الطريق دون ان نتوارث اوامر الجدات اللواتي توارثنها بحكم البيئة، أن نُمسكهم كي لا يقعوا بدلًا من كبح فضولهم وترهيبهم بالتخويف، لأن الأخير قادرة و بصورة رهيبة على تقليص فرص نمو التطور الوظيفي للأطفال بعد النضج.



بقلم فرح علي

فرح على

ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات فرح على

تدوينات ذات صلة