نبحث عن القبول والرضا ,, فهل هذا هو الطريق الامثل؟
عالم اخر نحن نصنعه لنكون فيه كما نحب,, او لنظهر فيه بصورة مثالية لتحصد القبول والاعجاب,, قديما كانت " الحكاوي " تقوم بهذا الدور وتسرد لجزء من الناس ما نريد ان نريه لهم,, لكنها كانت ناقصة فمنها ما يصدق ومنها ما يعتبر مجرد بطولات زائفة ,,
اما الان فمنصات وسائل التواصل الجتماعي تقوم بهذا الدور خير قيام فهي تقوم بعرض كل ما نود عرضه بقص ولصق الجزء المناسب من الصورة التى وقع عليها الاختيار بين مئات من الصور الملتقطة واضافة الفلاتر وتعديلها بالفوتوشوب واختيار العنوان المناسب لها لنكون بعد كل هذا العمل المضني في انتظار الاعجابات والتعليقات والمشاركات,, هذه الصورة الاصلية هي جانب صغير من الحقيقة مضاف اليه بهارات لتجعله اجمل واقدر على حصد الاعجابات والتعليقات,,
داخل هذه المنصات جميعنا نختفي تحت قناع مثالي والمشكلة اننا جميعا نعي ذلك ولكننا لا نزال نواصل فيه لنحصل على تلك النشوة اللحظية بالفخر والاعتزاز اننا مقبولون لدى الاخر بما ننشره من صور او كلام او قصص او حتى اقتباسات,,
هذا العالم الموازي افسد كثيرا من الواقع الحقيقي,, برغم زيفه الواضح لنا جميعا الا انه يؤثر علينا بصورة كبيرة ,, نضغط زر الاعجاب ونلوم انفسنا لم لم نكن بذلك الذكاء,, نكتب التعليق ونلوم انفسنا لم نكن بذلك الجمال,, نضغط زر المشاركة ونلوم انفسنا لم لم نفكر في هذه الفكرة من قبل ونكون اول من يكتبها,,
هذا العالم الموازي افقد كثيرا منا القناعة والرضا بما نملك واصبحنا فقط ننظر للجزء الفارغ من الكوب.,, اصبحنا نقرا الكتب ونكتب منها الاقتباسات ليقال قارئ ومثقف,, اصبحنا نلتقط الصور ونختار افضلها ونزخرفها ليقال مصور بارع ورحالة,, اصبحنا نبحث عن المقال القابل للنشر على فيسبوك والصورة القابلة للرفع على انستغرام والتغريدة المناسبة لتويتر ,,والفيديو الاصلح لسناب شات,, اصبح جل همنا حصد اكبر عدد الاعجابات والتعليقات والمشاركات والاشتراكات,,
فلنحاول ان نعيش حياة حقيقية بعيدا عن مظاهر السوشيال الميديا الخادعة في الكثير من الاحيان والتي تختار لقطة من الحياة محسنة افتراضيا لتضعها في اطار وتجعلنا نأخذها على محمل الجد لحياتنا ككل,, فلنحاول ان تستخدم هذا العالم الموازي للتسلية والالهام والتعليم وليس ليكون وسيلة للاحساس بالضعف وعدم الرضا..
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات