مقابلة مع لاعبة كرة الطاولة الأردنية من ذوي الاحتياجات الخاصة مها البرغوثي

مقابلة الصحافية رنا الربضي مع اللاعبة مها البرغوثي .



نبذه عن مها البرغوثي

مها البرغوثي لاعبة كرة طاولة أردنية من ذوي الاحتياجات الخاصة و تعد أول سيدة أردنية تشغل منصب الأمين العام للجنة البارالمبية الأردنية ، و قد شخصت البرغوثي منذ ولادها بمرض شلل الاطفال الذي لم يمنعها ابدا من التفوق في مسيرتها الرياضية وعن عمر ١٧ عام توجهت الى الاتحاد الاردني لكرة الطاولة حينها تم تصنيفها كلاعبة جري على كرسي متحرك ولكنها لعبت ايضا كرة الطاولة التي بدأتها كهواية من خلال مشاركتها بالبطولات واختتمتها بالاحتراف ، كانت قد حصدت البرغوثي ١٠٥ ميدالية متنوعة من خلال العديد من المنافسات الدولية والمحلية والعربية وأختتمت مسيرتها الرياضية التي بدأت عام 1984 بعد 30 عام محققة العديد من الانجازات الرياضية على المستويين الدولي والمحلي.





بداية المرض وكيف تأقلمت معه


كانت البرغوثي طفلة طبيعية منذ ولادتها لكن في عمر ال3 سنوات تلقت مطعوم شلل الاطفال الذي لم يعطي مفعوله ومن هنا أُصيبت بمرض شلل الأطفال، و لتنتقل بعدها حياتها إلى حياة مقاومة ضد هذا المرض الذي لم يسمح لها بالبداية بتحريك إلا رأسها وبعدها بدأت بترويض جسدها حتى تستعيد الحركة لباقي أجزاء جسدها على مدى عدة سنوات .




مصدر تشجيعك و قدوتك او مثالك الأعلى في الحياة



أشارت البرغوثي ان المشجع الاول والاخير لها هما ابيها وامها وهما ايضا القدوة التي تقتدي بها حيث أنه منذ بدايات مرض شلل الأطفال معها كانوا يتعاملوا معها بطريقة حضارية وواعية وعلمية كي لا تشعر ابنتهم بأي اختلاف عن أقرانها ، حين ولادتها ادرك والداها انه لم تكن البنى التحتية والأماكن بشكل عام تساعد او تتماشى حينها مع احتياجات الأفراد الذين يحملون اعاقة ويوجد نواقص كثيرة غير موجودة كانت لتساعدها، وعلموها أنه يجب عليها أن تواكب تلك النواقص بالتصميم والارادة والعلم والرياضة ، فمن خلال الرياضة سيعرفونها الناس أكثر ومن ناحيتها فقد رغبت الاستمرار والثابت في الرياضة كي يعلم العالم أنه يوجد حقوق للمعوقين وذوي الاحتياجات الخاصة ويجب أن تتوفر البنى التحتية لهم ليتمكنوا من ممارسة حياتهم مثل باقي أفراد المجتمع .




المعوقات واجهتك على المستوى المحلي والدولي والاجتماعي



أما عن المعوقات التي واجهتها خلال مسيرتها الرياضية قالت البرغوثي ان جميع المعوقات التي كانت تواجهها كانت تعمل على تذليلها ، فعلى المستوى المحلي والدولي وأثناء التنقل والسفر من اجل المباريات والبطولات كانت تعتمد على نفسها كما عودها أهلها ، حيث أنها سافرت وحيدة الى أمريكا وكندا وذلك لم يشكل أي مشكلة لديها ، وشددت على أن الفرد الذي ترافقه إعاقة يجب أن لا يعتمد على الاخرين وان لا يكون شخص اتكالي بل يجب عليه ان يتعلم الاعتماد على نفسه على قدر المستطاع ، لانه في النهاية لا بد عليه أن يخدم نفسه بنفسه فمن المؤكد أن الأشخاص الذي يعتمد عليهم سوف يرحلون يوما ، ويجب على الأهل ان لا يدللوا ابنهم الذي يحمل اعاقة لكي يستطيع ان يعتمد على نفسه يوما ما ويجب على الافراد ذوي الاحتياجات الخاصة أن يتقنوا حياة الاستقلالية ليس لأنهم لا يمتلكون اهل او اقارب يمكن الاستعانة بهم ؛ بل من اجل ان يكون الفرد الذي يحمل اعاقة انسان حر ومستقل ولا يميل بثقله على أحد .




رأيك بالرياضة البارالمبية في الاردن


وفي معرض حديثها عن الرياضة البارالمبية الأردنية فقد اشارت انها تطورت حديثا و بالتدريج واصبح لها اهتمام وفهم لدى أطياف المجتمع وتغطية اعلامية جيدة ، أما في بداياتها قبل 20 عام تقريبا كانت الرياضة البارالمبية الأردنية غير معروفة وكان الاستغراب يملأ ملامح الحاضرين والسامعين وكان القائمين بها يعانون من نظرة المجتمع لهم ويحاولون إقناع المجتمع بأن مثل هذه الرياضات يمكن للأفراد من ذوي الاحتياجات الخاصة أن يمارسها ويلعبها مثل أي لاعب اخر ، أما البرغوثي فقد كانت تتحدى جميع تلك المؤثرات والاقوال وكانت تقول لهم دائما انها فرد في هذا المجتمع مثل باقي الأفراد ولها الحق في ممارسة ما تريد .





موقف او شعور شكل نقطة محورية في حياتك


تحدثت البرغوثي عن موقف أثار لديها شعور بالتحدي والاستمرارية والمقاومة عندما كانت تذهب الى طبيب الاسنان مع اختها الصغيرة ، كان الطبيب يتحدث معها من خلال اختها ولا يقتنع بتوجيه الكلام لها ، كان الفرد الذي يحمل إعاقة لا يفهم الكلام وفي موقف آخر عندما كانت والدتها في المشفى كان الأطباء يقولون لها " بدنا حدا نعرف نحكي معو " معتبرين أنه لا يمكن أن تفهم ما يقولون لها عن حالة والدتها او استفسراتهم عنها ! حيث كانت تتحدى الأطباء وتجاوبهم بأنها على علم دقيق بحالة والدتها وأنواع الادوية التي تتناولها ولا يوجد احد اخر ادرى منها بتلك الأمور؛ حيث اشارت ان الاعاقة هي اعاقة جسدية وليست عقلية ، وبينت أنه في الوقت الحالي يوجد تطور ملحوظ بالنسبة لمعاملة حاملي الاعاقة او ذوي الاحتياجات الخاصة بالمجتمع بشكل عام .



جملة تؤمن بها مها البرغوثي " لا يأس مع الحياة ولا حياة مع اليأس "





ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات رنا الربضي Rana AlRabadi

تدوينات ذات صلة