رسالة لمؤسسات الإبداع فى زمن الكورونا

فرض التقدم الهائل الذى تشهده الدول من تحديات فى ظل أزمة فيروس كورونا ، مما يستوجب حلول إبداعية مبتكرة في مختلف المجالات

undefined

رسالة لمؤسسات الإبداع فى زمن الكورونا

يفرض التقدم الهائل الذى تشهده الدول من تحديات فى ظل أزمة فيروس كورونا ، مما يستوجب حلول إبداعية مبتكرة في مختلف المجالات الإقتصادية، والإجتماعية، والثقافية، وأصبحت التكنولوجيا من العناصر الرئيسية لثروة المنظمات والتى تساعد على إستخدام الموارد بشكل أكثر فاعلية.

وتُعتبر الإدارة فن وعلم ، حيث يمارسها البشر فى حياتهم الشخصية والمهنية والإجتماعية ، فالأم تتدير مملكتها وتُعلم أبنائها وتغرسُ فى نفوسهم القيم والمبادىء ، وفى المنزل عندما نُفكر بأن نشترى ما نحتاجه نبحث عن الجودة والتكلفة الأقل وغالباً يكون هناك عضو من أفراد الأسرة مسئول عن هذا الملف .

وبالمثل بالشركات توجد إدارة المشتريات ويكون بها موظفين مسئولون عنها ، كما أن عندما نحفظ بعض الأغذية نحفظها بشكل معين ، وبالمثل تقوم إدارة المخزون بالمؤسسات بتخزين السلع بدرجة حرارة معينة ، ومن هنا أصبح الإبداع في أياً من هذه الأعمال دافعاً لتحقيق الذات والشعور بالإنجاز .

وكما قال "ألبرت آينشتاين" العالم الذي أبدعناه هو نتاج تفكيرنا، وليس في مقدورنا تغيير العالم من دون تغيير تفكيرنا، فعندما نتفكر نجد أن الكوادر البشرية تمثل الميزة التنافسية للمنظمات نظراً لدورها فى تحقيق القيمة المضافة ، مما يساهم في زيادة الدخل القومى،

ولكى تؤدى المؤسسات مهامها بكفاءة عالية لابد من إعداد كوادر بشرية ووطنية مدربة على تطبيق معايير الجودة ودعم التطوير والتحسين المستمر فى الأداء بما يتناسب مع إحتياجات سوق العمل.

وبالتالى تتوفر بيئة عمل تساعد على نشر ثقافة الإبتكار والإبداع للوصول إلى ميزة تنافسية مستدامة ، خلق ثقافة التميز في المؤسسات وفقاً لأفضل الممارسات العالمية قادرة على تقديم خدمات متميزة مرتفعة الجودة ، مما يساعد على تحقيق خطة التنمية المستدامة لعام 2030.

فمثلاً إدارة المدن الذكية تسعى إلى توفير بيئة رقمية صديقة للبيئة ومحفزة للتعلم والإبداع تسهم في توفير بيئة مستدامة تعزز الشعور بالسعادة والصحة ، وقد صنفت المدن التالية على أنها الأكثر تطور في العالم:

• سونغدو – كوريا الجنوبية : وتعتمد هذه المدينة على الطاقة البديلة وأجهزة الإستشعار، وأجهزة الكمبيوتر التي وضعت على طول الطرق والمباني لتقييم وضبط إستهلاك الطاقة.•

مدينة مصدر الإماراتية : صديقة للبيئة وبها محطة للطاقة الشمسية .

• مدينة فوجيساوا – اليابان: صممت على أساس إنتاج الطاقة النظيفة، إذ تضمنت نحو 100 منزل ذكي كل منزل منها مزود بألواح شمسية ومولّدات كهربائية تعمل بالغاز الطبيعي.

فالإبداع الحقيقى هو الشخصية والخصائص والإستعدادات والقدرات التى تؤهل عقل الإنسان لإبتكار وإختراع ما يُفيد البشرية ويساهم فى تنمية المجتمعات، وما يثير الدهشة ! عندما نعلم أن المخ يحتوى على تريليون خلية عصبية أى بما يعادل عدد النجوم فى بعض المجرات ، كما أن عقولبنا لا تتذكر بصورة أفضل فى حين أنها تستطيع تخزين 65000 معلومة جديدة كل ثانية.

فالإنسان المبدع ينظر لما فـي الطبيعة من رزق رزقه الله له من موارد ويتأمل جمالها ويشعر به ، فيجد أن الله وهبه الأفكار البناءة , والمعانى النبيلة ،فيقوم بالتقييم الذاتي والتغيير من الداخل ، فيستطيع إنتاج شيء جديد ونادر ومفيد سواء أكانت فكرة أو عمل ، تقوده إلى منتج أو مخرجات ذات قيمة للمجتمع.

لذا فلابد لنا من أن نركز على المنتج وليس العملية ، فبدلاً من أن نقول سوف يتعلم الطالب كيف يحلل ، يمكن أن تكون سوف يقوم الطالب بتعملية التحليل ،

والإهتمام بإقامة العديد من الفعاليات التي تُحفز على الإبتكار والإبداع وريادة الأعمال فى مؤسسات القطاع الحكومى أو الخاص ،

والعمل على على إكشاف سبل الإبتكار العالمي؛ والإستفادة من المواهب في جميع أنحاء العالم ، والإستثمار في عقول الشباب وأفكارهم الإبداعية، وتوظيف التقنيات الحديثة ، مما يسهم في تحويل اقتصاد أى دولة إلى اقتصاد قائم على الثروة المعرفية.

ولم يتوقف الإبداع عن ظهوره فى أيام الرخاء وإنما إمتد إلى ما يعيشه العالم الآن فى ظل جائجة كورونا ، فقد ظهر العديد من المبدعين بمختلف المجالات ، ممن يحاولون التوصل لعلاج وحل لهذه الأزمة ، وممن هم أبطال حيث يقومون بعملهم على أكمل وجه ،

وممن يحاولون تطوير عقولهم وإستخدام التعلم الإلكترونى والمنصات التدريبية للحصول على دورات تدريبية ، كما ظهرت مبادرات لتوعية المواطنين ، ومنصات للتطوع ، وظهرت قدرة بعض الدول على إدارة الأزمات وإحتوائها ، وظهرت معادن الناس الحقيقية سواء على مستوى الأفراد أو على مستوى الدول .فهنئياً لمن وجد نفسه وسكينته وساهم فى إنقاذ نفسه والعالم بأسره .