يمثل اكتشاف هذه الميكروبات على متن محطة الفضاء الدولية إنجازًا علميًا مهمًا،

اكتشاف ميكروبات جديدة على متن محطة الفضاء الدولية: آفاق علمية واعدة


في خطوة علمية رائدة، اكتشف باحثون من وكالة الفضاء الأمريكية (ناسا) أربعة سلالات من البكتيريا على متن محطة الفضاء الدولية (ISS)، ثلاث منها غير معروفة من قبل للعلم. تنتمي هذه الميكروبات الجديدة إلى عائلة Methylobacteriaceae، وهي عائلة معروفة بأدوارها الحيوية في تعزيز نمو النباتات. هذا الاكتشاف يفتح آفاقًا جديدة أمام استكشاف الفضاء واستخدام الميكروبات لتحقيق استدامة غذائية في بيئات الفضاء القاسية.


تفاصيل الاكتشاف


أماكن العثور على السلالات

تم العثور على هذه السلالات الجديدة في مواقع مختلفة داخل محطة الفضاء الدولية على مدار مهمتين فضائيتين متتاليتين. وقد تم تصنيفها علمياً كالتالي:

  • IF7SW-B2T
  • IIF1SW-B5
  • IIF4SW-B5

أما السلالة الرابعة فقد تم تحديدها على أنها نوع معروف مسبقًا وهو Methylorubrum rhodesianum.

التحليل الجيني والتشابه مع ميكروبات الأرض

عند إجراء تحليل جيني لهذه السلالات، وُجدت تشابهات بينها وبين Methylobacterium indicum، وهي ميكروبات توجد عادة في التربة والمياه العذبة على الأرض. وتشير هذه النتائج إلى احتمالية أن تكون الميكروبات المكتشفة قد نشأت من بيئات شبيهة ببيئات الأرض.


أهمية الاكتشاف

تعزيز الزراعة في الفضاء

تمتاز الميكروبات المكتشفة بخصائص بيولوجية تجعلها مفيدة في الزراعة، مثل:

  • تثبيت النيتروجين: وهو عملية حيوية لتحويل النيتروجين الجوي إلى شكل يمكن للنباتات استخدامه.
  • إذابة الفوسفات: مما يسهم في توفير العناصر الغذائية للنباتات.
  • مكافحة مسببات الأمراض النباتية: مما يعزز مناعة النباتات ضد الأمراض.


هذه الخصائص تجعل هذه الميكروبات خيارًا مثاليًا لدعم زراعة المحاصيل في بيئات الفضاء القاسية، حيث تكون الموارد محدودة والظروف البيئية صعبة.


استدامة الرحلات الفضائية طويلة المدى

مع استعداد ناسا لمهمات مستقبلية طويلة المدى إلى المريخ، يصبح من الضروري تطوير تقنيات زراعية مبتكرة لضمان إمدادات غذائية مستدامة لرواد الفضاء. يمكن لهذه الميكروبات أن تلعب دورًا محوريًا في زراعة المحاصيل على متن المركبات الفضائية وفي مستوطنات المريخ المستقبلية.


الخطوات المستقبلية

  1. تحليل عينات ميكروبية إضافية
  2. هناك مئات العينات الميكروبية التي تم جمعها من محطة الفضاء الدولية، وهي تنتظر التحليل على الأرض. هذه الدراسات قد تكشف عن المزيد من الكائنات الدقيقة المفيدة.
  3. تطوير نظام مراقبة داخل الفضاء
  4. تعمل ناسا على تطوير نظام مراقبة مستقل لتحليل الكائنات الدقيقة داخل الفضاء. سيتيح هذا النظام تقييم البيئة الميكروبية في الوقت الفعلي، مما يسهل إدارة صحة رواد الفضاء والنباتات.
  5. البحوث التطبيقية في البيئات الفضائية
  6. سيتم التركيز على دراسة تأثير هذه الميكروبات على نمو النباتات تحت ظروف الجاذبية الصغرى والإشعاع الفضائي، ما سيساعد في تحسين تقنيات الزراعة في الفضاء.



يمثل اكتشاف هذه الميكروبات على متن محطة الفضاء الدولية إنجازًا علميًا مهمًا، ليس فقط لفهم البيئة الميكروبية في الفضاء، ولكن أيضًا لتطوير حلول مستدامة لدعم استكشاف الفضاء. من خلال تسخير قدرات هذه الميكروبات، يمكن للعلماء تمهيد الطريق نحو مستقبل تتوفر فيه الزراعة والغذاء بشكل موثوق، حتى في أقسى الظروف خارج كوكب الأرض.


ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات د. طارق قابيل

تدوينات ذات صلة