إن تجاهل إنجازات العلماء لصالح الاحتفاء بالنجومية هو أمر مرفوض. يجب أن نعي جميعًا أهمية العلم في حياتنا،
د. طارق قابيل
في الوقت الذي يشهد فيه العالم العربي أزمة مائية حادة تهدد مستقبل الأجيال القادمة، كان الإعلام المصري منشغلاً بالاحتفاء باستضافة فنان في مؤتمر حول التغير المناخي. بينما كان عالم مصري يقدم حلاً علميًا لأزمة سد النهضة في أهم مؤتمر علمي بالعالم، كان الإعلام يسلط الأضواء على سجادة حمراء استقبلت فنانًا مشهورًا.
هذا التناقض الصارخ يطرح تساؤلات جوهرية حول أولوياتنا كشعب وكدولة، وأين يقع العلم في سلم اهتماماتنا؟
وبينما يحتفل العالم بإنجازات العلماء في مجالات مختلفة، يعيش العلماء المصريون في ظلام دامس. في الوقت الذي قدم فيه عالم مصري بحثًا علميًا متميزًا لحل أزمة سد النهضة، كان الإعلام منشغلاً بتغطية حفل استقبال فنان. هل يعقل أن نهتم بالترفيه ونهمل العلم الذي هو أساس تقدم الأمم؟
قمة التناقض
شهدت الأيام الماضية حدثين متناقضين أثارا جدلاً واسعًا في الأوساط العلمية والإعلامية المصرية. الأول هو استضافة الفنان محمد رمضان في مؤتمر حول التغير المناخي، والثاني هو نشر عالم مصري بحثًا علميًا متميزًا حول أزمة سد النهضة في أحد أرقى الدوريات العلمية العالمية، دون أن يحظى بنفس القدر من الاهتمام الإعلامي.
في الوقت الذي احتفى الإعلام المصري والفنان محمد رمضان باستضافته في مؤتمر حول التغير المناخي، تجاهل تمامًا الإنجاز العلمي الكبير الذي حققه العالم المصري عصام حجي وفريقه البحثي. هذا التناقض يثير العديد من التساؤلات حول أولوياتنا كشعب وكدولة، وأين يكمن الخلل في نظرتنا للعلم والفن والفنانين.
لماذا هذا التناقض؟
• الأضواء على الشهرة: يبدو أن الإعلام المصري أكثر اهتمامًا بالنجومية والشهرة، حتى لو كانت على حساب القضايا العلمية الجادة.
• قلة الوعي بأهمية العلم: لا يزال هناك نقص في الوعي بأهمية العلم والبحث العلمي، ودوره في حل المشكلات التي تواجه المجتمع.
• غياب الدعم الحكومي للعلماء: يشعر العلماء المصريون غالبًا بالإحباط بسبب قلة الدعم المادي والمعنوي الذي يتلقونه من الحكومة.
• تركيز الإعلام على القضايا الترفيهية: يركز الإعلام المصري بشكل كبير على القضايا الترفيهية والشخصيات العامة، على حساب القضايا العلمية والاجتماعية المهمة.
رسالة العالم المصري:
في تغريدة له عبر حسابه على تويتر، عبر الدكتور عصام حجي عن استيائه من هذا التناقض، حيث أشار إلى أنه وفريقه بذلوا جهودًا كبيرة لإيجاد حل علمي لأزمة سد النهضة، وهي قضية تمس مستقبل مصر. وأعرب عن أمله في أن يحظى بحثه بنفس القدر من الاهتمام الذي حظي به الفنان محمد رمضان.
ماذا يعني هذا؟
هذا التناقض يعكس صورة مقلقة عن واقعنا، حيث يتم الاحتفاء بالفن على حساب العلم، ويتم تجاهل الإنجازات العلمية لصالح الشهرة والترفيه. هذا الأمر له عواقب وخيمة على مستقبلنا، فالعلم هو أساس التقدم والتطور، وهو الذي سيمكننا من مواجهة التحديات التي تواجهنا.
ماذا يجب أن نفعل؟
• دعم العلماء: يجب أن ندعم علمائنا ونشجعهم على الاستمرار في البحث والإبداع.
• تغيير الثقافة: يجب أن نعمل على تغيير الثقافة السائدة التي تركز على الشهرة والترفيه، وأن نعطي الأولوية للعلم والمعرفة.
• إصلاح النظام التعليمي: يجب أن نعمل على إصلاح نظامنا التعليمي ليكون أكثر تركيزًا على العلوم والتكنولوجيا.
• تفعيل دور الإعلام: يجب أن يدعم الإعلام دور العلماء والباحثين، وأن ينشر إنجازاتهم بشكل واسع.
الخاتمة:
إن تجاهل إنجازات العلماء المصريين لصالح الاحتفاء بالنجومية هو أمر مرفوض. يجب أن نعي جميعًا أهمية العلم في حياتنا، وأن ندعم علمائنا بكل قوة. فالعلم هو الأمل الوحيد لمستقبل أفضل.
العلم في الظل: لماذا يغيب العلماء المصريون عن الأضواء؟
إن تجاهل إنجازات العلماء المصريين لصالح الاحتفاء بالنجومية هو خسارة كبيرة لنا جميعًا، وهو أمر مرفوض في تقديري الشخصي. ويجب أن نعي جميعًا أهمية العلم في حياتنا، وأن ندعم علمائنا بكل قوة. فالعلم هو الأمل الوحيد لمستقبل أفضل، وهو الثروة الحقيقية للأمم، وهو الذي يمكننا من بناء مستقبل أفضل لأجيالنا القادمة.
علينا أن نعمل جميعًا على تغيير هذا الواقع، وأن ندعم علمائنا ونشجعهم على الاستمرار في البحث والإبداع، وعلينا أن نغير من أولوياتنا وأن نعطي العلم المكانة التي يستحقها، حتى نتمكن من مواجهة التحديات التي تواجهنا.
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات