منذ نزول المرأةإلى سوق العمل فى منتصف القرن الماضى حدث انقلاب فى موازين المجتمع العربى

اقتحمت المرأة العربية سوق العمل فى منتصف القرن العشرين ، تزامناً مع دخول الأفكار الليبرالية فى مجتمعاتنا العربية والتى عّلت من طموحات بنات عربيات كثر ، ومع ظهور اتحاد الطلبة فى الجامعات والنقابات العمالية أصرت المرأة العربية خوض المعركة ودخولها سوق العمل بل أنها من الممكن أن تصير سفيرة أو وزيره فى يوم ما.

تاريخ السيدات العربيات فى وصلوهم لمناصب عليا

اقتحمت بالفعل المرأة العربية السلك الدبلوماسي وخاضت حروب ومعارك للتعين فى القضاء أمثال السيدة عائشة راتب أول سفيرة مصرية تشغل هذا المنصب سنة 1971.

قدمت عائشة للحصول على منصب فى مجلس الدولة ولكنها رُفضت لكونها أنثى وقال رئيس الوزراء وقتها حسين سري باشا أن وجود قاضية امرأة في ذلك الحين "ضد تقاليد المجتمع ".

حكمت أبو زيد هي أول سيدة تتقلد منصب وزيرة في مصر عندما اختارها الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر أول وزيرة للشئون الاجتماعية في 25 سبتمبر 1962 وقبلها نزيهة جودت الدليمي ناشطة عراقية في حقوق المرأة، إحدى رائدات الحركة النسوية العراقية وأول وزيرة عراقية كما أنها أول امرأة تستلم منصب الوزارة في العالم العربي. كما أنها ساهمت في جهود إصدار قانون الأحوال الشخصية في جمهورية العراق عام 1959 والذي اعتبر القانون الأكثر تقدما في منطقة الشرق الأوسط من حيث الحقوق التي منحها للمرأة.

لم تستسلم السيدات العربيات فى حقها فى العمل بل أثبتت أنها طبيبة ناجحة وناشطة حقوقية ناجحة ومحامية ناجحة كمفيدة عبدالرحمن وأول عالمة ذرة كسميرة موسى من الرائدات فى علم الذرة وتم تعيينها معيدة فى كلية العلوم وذلك لأنها مجتهدة وأولى على دفعتها وحصلت على الماجستير فى التواصل الحرارى للغازات .

كذلك أقتحمت السيدات علوم الطيران وأول سيدة تعلمت فنون الطيران كانت المصرية لطيفة النادى سنة 1933 وشاركت فى اكثر من مسابقة طيران ، وكان من بينها سباق دولي أقيم في مصر عام 1937 من القاهرة إلى الواحات اشترك فيها 14 طيارًا وطيارة من مختلف جنسيات العالم، وجاء ترتيب لطفية في المرتبة "الثالثة" بين السيدات المشتركات.


عصرنا الحديث وظهور مصطلح Strong Independent woman

فى عصرنا الحالى ظهرت مصطلحات كثيره على المرأة التى تعمل وتتحمل مسؤلية نفسها بل من تعول أسرتها بالكامل ، وللأسف ظهر حالة استغناء من بعض السيدات العاملات عن طموح تكوين أسرة ومشاعر الأمومة فى مقابل تكوين ذاتها أو إعالة أسرتها بشكل دائم أو لأسباب آخرى.

وعلى الصعيد الآخر هناك أسر تعولها المرأة العاملة المتزوجة وتتحمل مسؤليتها بشكل كامل فظهرت مصطلح Strong Independent Woman الذى صار يزعج الكثير من النساء العاملات ورفضا هذا التصنيف لأنهن ضاقوا ذراعاً من تحمل المسؤلية بشكل دائم وصارا هن متحملى مسؤلية الرجل والمرأة فى آن واحد وهذا لم تتحمله الكثير من النساء.

كذلك عارض مجتمعنا الذكورى هذا المصطلح وشعرا بالخوف من استغناء بعض السيدات العاملات عن وجود الرجال فى حياتهم بعد ما تطورت مهارات السيدات العاملات وصارا مديرى شركات ومنظومات دولية ولديهن ما يكفيهن والعيش الكريم من خلال رواتبهن العالية عن بعض ربات البيوت ، كذلك يشعر بعض الرجال بالتهديد بوجود راتب فى يد شريكته حتى إن كان أقل منه فيطلب منها المزيد من المسؤليات حتى تصرف كل أموالها ويتخلص الرجل من شبح كلمة المرأة العاملة القوية.


تأثير خروج السيدات لسوق العمل

آثر خروج المرأة لسوق العمل على تربية الأبناء بشكل سلبى لأن الأم تحاول تقسم حياتها بين تربية الأولاد وبيتها وعملها ومن الممكن اجتهادها فى العمل يؤثر بالسلب على تربية الابناء والعكس صحيح.


علماً أن من يكتب هذه السطور تود أن تبلغكم أن أمها التى ربتها كانت امراءه عاملة وأم مجتهدة وزوجه صالحة.

المشكلة التى تواجه السيدات العاملات فى جيلنا الحالى والمعوقات كثيره أهمها على الإطلاق ساعات العمل الطويلة على عكس ما واجهته الأجيال السابقة ، كذلك ظاهرة التحرش التى ظهرت بشكل واضح فى الأفق وتأثير ذلك على حياتها النفسية ، إلا أن السيدات العاملات يواجهن العديد من المشكلات ويرفضن التضحية بعملهن لأنه مصدر رزقهن وأمانهن من غدر الزمن

وأنت عزيزى القارئ مع اقتحام المرأة سوق العمل أم ترفضه رفضاً باتا؟ وإن كانت الأجابة بلا ارجوا أن توضح الأسباب؟

وأخيراً هل أنت مع أو ضد مصطلح Strong Independent Woman



ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات يلا نكتب مع مى عصمت

تدوينات ذات صلة