العالم المصري الكبير الدكتور مصطفى كمال طُلبة مؤسس مفهوم «دبلوماسية البيئة»

كان مؤتمر الأمم المتحدة المعني بالبيئة البشرية الذي عقد في ستوكهولم، السويد في عام 1972، أول مؤتمر رئيسي للأمم المتحدة بشأن قضية البيئة. وحدد المؤتمر مبادئ الحفاظ على البيئة البشرية وتعزيزها مع توصيات للعمل البيئي الدولي. واعتمد المؤتمر إعلان ستوكهولم الذي حدد مبادئ الحفاظ على البيئة البشرية وتعزيزها مع توصيات للعمل البيئي الدولي. كما أنشأ المؤتمر برنامج الأمم المتحدة للبيئة (UNEP) ، وهو أول برنامج للأمم المتحدة يعمل فقط على القضايا البيئية.

جدير بالذكر ان المؤتمر الاول الذي عقدته الامم المتحدة للبيئة منذ خمسين عاما، خلق ما يسمى بالدبلوماسية البيئية في محاولة، للتوفيق بين التنمية الاقتصادية والإدارة البيئية ممهدا الطريق لإنشاء برنامج الأمم المتحدة للبيئة، ومفهوم التنمية المستدامة. كما أفضى إلى تشكيل وزارات بيئية وطنية وسلسلة من الاتفاقيات العالمية الجديدة لحماية البيئة.

منذ مؤتمر ستوكهولم التاريخي، وُضعت قضية البيئة في إطار التنمية المستدامة، وترتبط جميع أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة بطريقة ما بالبيئة. وأكدت الأمم المتحدة أنه قبل خمسين عامًا، لعب هذا المؤتمر دورًا مهمًا في لفت الانتباه إلى أهداف التخفيف من حدة الفقر وحماية البيئة المترابطة ارتباطا وثيقا أثر في المناقشات المناخية منذ ذلك الحين، مع الاعتراف بالترابط بين البشر والطبيعة.

ومن دواعي فخرنا كمصريين هو أن العالم المصري الكبير الدكتور مصطفى كمال طُلبة (رحمه الله)، انتخب نائباً لرئيس هذا المؤتمر، وهو مؤسس مفهوم «دبلوماسية البيئة»، وعيّنته المجموعتان العربية والأفريقية متحدثاً باسمهما، وبعدها انتخبت الجمعية العامة للأمم المتحدة طُلبة مديراً تنفيذياً للبرنامج لأربع سنوات، وتم تجديد ولايته أربع مرات حتى عام 1992.


الدبلوماسية البيئية ومؤتمر «ستوكهولم ‫+50»75807164699652590


بالتوازي مع الاهتمام العالمي بقضية التغيرات المناخية، يحتفل برنامج الأمم المتحدة للبيئة، في مطلع هذا الشهر، بمرور خمسة عقود من العمل على تعزيز الدبلوماسية البيئية والمعايير والممارسات، باستضافة مؤتمر «ستوكهولم ‫+50»، بهدف إعادة الالتزام وتعزيز قدرتنا على التغلب على أزمة الكوكب الثلاثية المتمثلة في تغير المناخ، وفقدان الطبيعة والتنوع البيولوجي، والتلوث والنفايات، وهو ما يعزز قدرة الشعوب على مواجهة أزمة الكوكب الكبيرة.

يمهد هذا الاحتفال للحدث الأكبر لهذا العام وهو مؤتمر الأمم المتحدة السابع والعشرين للدول الأطراف فى اتفاقية الأمم المتحدة للتغيرات المناخية «كوب27» (COP27)، المعني بتغير المناخ، والذي تستضيفه مصر، وسيعقد في شرم الشيخ، في نهاية هذا العام.

واستضافة مصر للمؤتمر لها عدد من المكاسب المتوقعة على المستويات المحلية الدولية والبيئة والاقتصادية والسياسية، حيث سيساهم فى الترويج السياحي لمصر، وسيكون جاذبا للاستثمارات من شراكات دولية وإقليمية، وسيعمل على الترويج للصناعة والمنتجات المصرية والحرف والصناعة التقليدية.

ومن المتوقع أن يتم توظيفه للدفع بأولويات القضايا المصرية، على رأسها الأمن المائي المصري، وكيفية تأثير تغير المناخ عليه. كما سيقوم ايضا بتعزيز العلاقة مع بعض من الشركاء الرئيسيين، وتوسيع مجالات التعاون، بالإضافة لتوفير مصادر تمويل إضافية من المنظمات الدولية لتمويل مشروعات للتصدي لتغير المناخ في مصر.

وأتمني أن يتم الاحتفاء في هذا المؤتمر برواد العمل المناخي والبيئي مثل الدكتور مصطفي طلبة والدكتور محمد عبد الفتاح القصاص، وغيرهم من العلماء المصريين الذين كانت لهم أيادي بيضاء، وتركوا بصمة واضحة في هذا المجال العالمي الهام.



ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات د. طارق قابيل

تدوينات ذات صلة