من أجمل الهبات التي قد تحضى بها أن تكون شخصاً معطي وسخي، سعادتك تعتمد على اسعاد من حولك حتى وإن لم يبادلوك العطاء

افعل خيراً وألقه في البحر، هذا المثل الأزلي لا يحثنا على التوقف عن فعل الخير بل على العكس يطلب منا الاستمرار في فعل الخير ثم نسيانه أي (لا نريد منكم جزاء ولا شكورا)، فأجمل العطاء هو ما يكون لوجه الله (إنما نطعمكم لوجه الله) والذي ينبع من رغبه داخلية ونفس ذكية ويثمر عن سعادة وراحة أبدية.

يقول أحدهم: لم اذق طعم السعادة الحقيقي إلا عندما اشتركت في برنامج تطوعي لخدمة كبار السن فبعد أن حاصرني الحزن والاكتئاب وجدت السلوى في خدمة كبار السن ممن ضاقت عليهم الحياة وابتعد عنهم الأبناء، كنت أصل لأعلى مراتب السعادة عندما يدعوا لي أحدهم بالخير والتوفيق، ويضيف: دعواتهم كانت بمثابة رسائل امتنان وحب.

ومع أن رد الجميل هو من صفات أهل الخير ومن يتصف به شخص كريم، نبيل وراقٍ، لكن لا يجب على فاعل الخير انتظار وتوقع رد الجميل لأنها صفة لا تتوفر في جميع الناس إنما هي خصلة تزرع منذ الصغر في النفوس فالطفل اذا شب في بيت كريم وكان والداه يمارسان رد الجميل لمن حولهم فلا شك بأنه سيرث هذه الصفة عن والديه ليس بجيناته وإنما بتقليدهم واكتسابها منهم أما إن لم يتعلم هذه الصفة فلا بأس ولكن فليتوقف عند هذا الحد، فالنكران من أبشع الصفات وأشدها لؤماً.

وهذا ما يحث عليه المثل السابق، فيا فاعل الخير ابذل واعط بسخاء وحب سواء كان عطاء مادياً أو معنوياً بكلمات خير وتطييب خاطر ولا تنتظر رداً للجميل ألقه في البحر وانساه، و تأكد أنه في غمرة انشغالك وفي عز احتياجك سيكون الله عادلاً معك فمن أجمل الأحاسيس التي قد تنتابك ذلك الإحساس عندما ترى أن معروفك الذي بذلته بكل حب ورضا قد رد لك في الوقت الذي تقطعت فيك السبل وضاق بك الحال، أنت لم تعطي حتى تأخذ هذا هو مبدئك بل أعطيت لأنك تحب العطاء ، لكن الله أنصفك فالحياة أخذ وعطاء وسيميل ميزانها إن اعتمدت على أحدهم دون الآخر، فكما تعطي سيأتي اليوم وسيكافئ عطائك بأجمل صورة كأن تخرج من أشد المصائب بأقل الخسائر أو كبركة في الأبناء وسعة في الرزق وراحة وأمان في حياتك.

جميل أن نجعل العطاء والمعروف من أساسيات حياتنا وعادة لا نستطيع الاستغناء عنها وأن نكون قدوة في ذلك لمن حولنا، أروي النباتات يوميا، أطعم الطيور، شارك في حملة تنظيف الشاطئ، انشر محتوى مفيد في وسائل التواصل الاجتماعي، افشِ السلام في محطة القطار، ابتسم لعابري الطريق وكن دائماً باذخاً في العطاء.


شعاع

ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات شعاع

تدوينات ذات صلة