ما قولكم في علاقة مشروطة يحصل فيها أحد الطرفين على كل شي الحب والاهتمام والضحية، أما الطرف الآخر فيعيش في الأوهام

ويبقى طوال عمره يعيش تحت ظل الآخر لا يتحرك قيد أنمله الا بمشورته، يبعده عن الناس بحجة أنه خائف عليه من غدرهم واستغلالهم فيرضى المسكين بقربه ويبتعد عن كل من حوله ويبدأ بإعطائه أجمل ما عنده حارماً نفسه ملذات كثيرة طلباً لرضاه ورداً لجميل حملهُ له قسراً، حتى تخور قواه وتنفذ طاقته، وعندما تتساقط الأقنعة عن الوجوه القاسية يكتشف أنه كان يستغله، كان معه ليس من أجله بل من أجل نفسه ولخدمة مصالحه.

هذه العلاقات العقيمة للأسف، تساوم بالحب، فالحب الذي يفترض أن يتدفق من القلوب بالرضا تجعله حباً مشروطاً بمصالح، حباً على مقاس معين فلا يكون إلا حباً زائفاً.

من الأنانية أن تترك خلفك قلباً محطماً ومصدوماً لا ذنب له إلا أنه أحب بصدق وأعطى بلا مقابل، ما هكذا تكافئ القلوب الطيبة المخلصة، ولا هكذا تكون العلاقات الطبيعية، ولا هكذا يكون الوفاء، إن أجمل ما في الحب أن يكون بلا شروط، كنبع يتدفق من الأعماق بلا توقف يروي الأرض جميعها ويسقي كل محتاج.

لا أريد أن أكون متشائمة لكن الحب الحقيقي (الغير مشروط) أصبح الآن عملة نادرة، محظوظ من يجد شريكاً يبادله الحب من أجل الحب ومن أجل الوصول معاً للسعادة، فالزوجة الآن تريد الرجل الكامل الثري اللطيف الرومانسي الرياضي المثقف الذي يلبي جميع طلباتها ورغباتها فإن لم تجده كما ترغب تقلب الدنيا ولا تقعدها، والزوج يريد الزوجة الجميلة الماهرة في الطبخ المدبرة للمنزل المتعلمة والمثقفة فإن لم يجدها كما يحب حاول مراراً وتكراراً تصحيح اعوجاجها وما الاعوجاج إلا في عقله هو .

يتناسون أن الحب بلا شروط قد يصنع المعجزات يتناسون أن البيت السعيد هو البيت المليء بالحب، الحب الذي يجعلك ترى من تحب كاملاً بلا عيب يجعلك تعطي ولا تنتظر المقابل.

أجمل العلاقات هي علاقات الحب الغير مشروط، قس كلامي على كل العلاقات فالحب هو شريان كل علاقة سواء كانت علاقة حب أو صداقة أو علاقة الابن بوالدي.، وكما يقال " ما أتعس الحب الذي يقبل أن يقاس."


شعاع

ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات شعاع

تدوينات ذات صلة