كل الشموس تشرق وتغرب عدا شمس الذكريات .. إنها تقبع هناك بين تلافيف النسيان الرمادية ..











بضع وسبعون شمعة ..




لا نلبث أن نستذكر وجعا يُضحك .. أو فرحا يُبكي، حتى تنهض جذور الذكريات من

ثرى النسيان العتيق.. رمادية شامخة .. فتلمس بانثناءاتها الخشنة ندى القلب .. وتمسح دموع المقلتين بأريجها وتعود حيث كانت..

أريج الذكريات.. ما هو إلا سناءات نجوم الغد.. خبأتها جدّتها الأيام الطيبة .. عسى أن تكون أنسا لنا عند مجئ أحفادها أيامنا الصعاب !


عندما يأتي الليل تغيب كل الشموس .. عدا شمس الذكريات .. تنسدل الآفاق البعيدة والقريبة على نفسها.. فلا يبقى سوى ضَوءها الرمادي الباعث للحنين !

احيانا من فرط الشعور المقيم في أعماقنا نحن حتى للحظات الوجع تلك التي اخمدت شعلة الامل في قلوبنا يوما والتي جددها الزمن بإصرارنا المتوقد ..

ربما لأننا نود ان نشكرها بذلك على كل أعمدة القوة التي تلقتها صدورنا رماحا فباتت بعد أمدٍ أعمدة لأنفسنا العظيمة الآن !


تغدو شمس الذكريات حورية حسناء تسبح في عرض بحر الليل الطويل حتى تصل إلى شاطئ قلبك .. فتهديه قبلة، ينهض بعدها من سباته العميق، فلا ينام حتى طلوع فجر يوم النفس الجديد..


الليل .. ذلك السر العجيب ..

كل مشاعرنا تسكن فيه بطريقة سحرية، تثور فيه الذكريات كحورية بحر بنفسجية العينين من فوهة أخدود الحنين .. لتلتهمها قارورة الصمت.. حتى تصير بذلك جريحة الساقين .. يضمداها دون جدوى هدوء الليل وقيثاررةَ الفضاء !



قنديل الحنين ..



إنها الرابعة فجرا بتوقيت الحنين !


للحنين لون عجيب يكاد يُعمي عيون القلب حتى لا يُبصر بعد ذلك شيئا .. مستترا هو وراء شمس الذكريات لكنه لا يلبث ان يتوقد حتى يثور بركانا !!

فإن ثار لم يبق ولم يذر ,,, كعاصفة حب هوجاء تقتلع كل أسوار القلب ..

وإياكم وفرط الحنين فإنه يدمي القلب شوقا .. وتارة وجعا .. وتارة ندما !





أوراق زهر قلبي اليافعة ..


فتش في اغوار نفسك عن القيم .. واجعل نهر حبك منهمر ..

دع الحنين دعه .. يحلق نجما.. ما أبدعه ..

لا القلب يهدأ ولا للنفس من قوة تروضه ..

واجعل من سماء الحنين وشاحا يدفئه ..

عسى بعد جنون القلب ينام الحنين فيترك وشاحه ويغادره ..





أتركني قلما صاخبا لم تكتمل حكايته !


هبة الله ... أ . ق . ح





















همسات قلب

ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

تروقني

إقرأ المزيد من تدوينات همسات قلب

تدوينات ذات صلة