إن الانسان ذو الشخصية القوية هو الذي يواجه الأزمات بالتكيف الإيجابي دون الشعور بالضياع .

المقدمة : من الطبيعي والمُتعارف عليه أن يهتم كلٌ منا بقوته الجسدية وأن يأكل أكل صحي ويُمارس الرياضة ليصبح متناسق الجسد .

ولكن هل فكرت إذا ماكان الجسد متناسق وقوي والنفس ضعيفة وهشة ماذا سيحدث ؟!

سأجيبك ... سيصبح الإنسان وهن وجبان ولاينفعه الجسد المُكتظ بالعضلات وسيصبح كالبناء

الذي بُني على جُرف هارٍ فحتماً سينهار به . وهنا نقطة تلاقينا فهيا بنا لنعلم ماهي أركان القوة النفسية .


أولاً :الله :في بداية الأمر أنت مخلوق أي صنعة كما قال عز وجل((صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ ))

ولايعلم قيمة المصنوع غير الصانع ، فأنت قيمتك الأولى واستنباط جزور قوتك لدى الله عز وجل

فأول مايُأخذ في الحُسبان في القوة النفسية أن يكون الله عز وجل هو في أعلى قمة حياتك .

فلا تقصد أي فعل أو قول أو حركة أو همس أو أقل من ذلك في حياتك إلا وكانت لله عز وجل .


ثانياً: الأنا : والأنا هنا ليست دليلاً على الأنانية أو التكبر ولعياذ بالله ، ولكن دليل على الاهتمام بذاتك فأنت مُطالب ببر نفسك وجعلها في مكانة أرقى وهذا مصداقاً لقول الرسول عليه الصلاة والسلام ((المؤمن القويُّ خيرٌ وأحبُّ إلى اللهِ مِنَ المؤمنِ الضَّعيفِ وفي كلٍّ خيرٌ . احْرِصْ على ما يَنفعُكَ، واسْتَعنْ باللهِ ولا تَعجزْ))

والقوة هُنا يُمكن أن تكون بالعِلم أو بالمال أو بالمكانة الإجتماعية أو بأي قوة خير آخرى تجعل الانسان قادر على عمارة الأرض كما أمره الله عز وجل .


ثالثاً : الآخرون : لست وحدك في هذا الكون ولذلك يجب أن يكون هناك توافق بينك وبين الآخرون ، فلا تحمل في نفسك حقد ولاضغينة تجاه أحد مصداقاً لقول الرسول عليه الصلاة والسلام ((مَثلُ المؤمنين في تَوادِّهم ، وتَرَاحُمِهِم ، وتعاطُفِهِمْ . مثلُ الجسَدِ إذا اشتكَى منْهُ عضوٌ تدَاعَى لَهُ سائِرُ الجسَدِ بالسَّهَرِ والْحُمَّى ))

فأنت إذا كنت تحمل ضغينة تجاه أحد ستجعلك تشعر بالضيق والخوف تجاه الآخرون ولن تكون قادر على عَيش حياة هانئة سعيدة .


ختاماً : الانسان بطبيعته البشرية ضعيف والضُعف صفة أصيلة به ولكن هذه الأركان التي تم ذكرها هي مقومات القوة النفسية لعَيش حياة متزنة قوية غير هشة ، نعلم أننا لن نصل إلى الكمال في القوة النفسية ولكن أن تحصل على تسعةٌ وتسعون بالمائة من القوة النفسية بهذه الأركان خيراً لك من ألا تحصل عليها أبداً .






ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات فريد الأخضر

تدوينات ذات صلة