لا، لسنا الرياح ولا السفن، نحن راكبون على السفن، التي نحاول تسييرها، لكن إذا أتى أمر الله بالرياح، فهيهات!

-ما كلُّ ما يتمنّى المرءُ يدْرِكُهُ..

تجْري الرّياحُ بما لا تشتهي السُّفُنُ


حقيقة قاسية، لكنّها أخفُّ ضررًا من وهمِ:

تجري الرياح كما تجري سفينتُنا

نحن الرّياح، و نحن البحرُ و السُّفنُ


-وإن تساوى الجُهدُ في السّعي، وتساوى وجودُ الأدوات؟


-نعم.


-ففيمَ الاختلافُ إذًا؟


-القدَرْ، لَنُ تتخطّى حدودَه، الذي لك، ستأخذُه، وما ليسَ لك، لن تصِلَ إليه، "وَلَٰكِن يُنَزِّلُ بِقَدَرٍ مَّا يَشَاءُ ۚ إِنَّهُ بِعِبَادِهِ خَبِيرٌ بَصِيرٌ".


-هناكَ حكمة في المنع، كما أنّ هناكَ حكمة في العطاء، أليسَ كذلك؟


-نعم، هناكَ حكمةٌ في كلّ شيء، وعدمُ معرفتها لا يعني عدم وجودِها.


-طيب، هل خسِرَ مَن لم يصِلْ، وفازَ الذي وصل.. هكذا مطلقًا؟!


-لا، كلٌّ بسعيِهِ، لا بنتيجتِهِ، قد يفشلُ من وصل، وينجح من لم يصِل، وقدْ تتغيّر الوِجهةُ رغمًا عن إرادةِ الإنسان، حتى يدرِكَ أنّه لا يوجَدُ وِجهةُ فشلٍ، وأخرى نجاح، بل قد تساعده محطّات الفشل ليدنو مِن نفسِه أكثر، ومَن عرِف نفسَهُ وقدراته وحدّدَ موقِعَهُ بما يُناسبه هو، ولزِمَ ثغرَهُ، وصابَر فيه وجاهد، فقد فاز.

كُلٌّ لَهُ سَعيُهُ وَالسَعيُ مُختَلِفٌ وَكُلُّ نَفسٍ لَها في سَعيِها شاءُ

كُتبت قُبيل صدور نتائج الثانوية العامة..


١٦/٧/٢٠٢١





ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات تولين طالب

تدوينات ذات صلة