أحسن كما أحسن الله إليك، وما إحسان الناس إليك، إلا أثر إحسان الله عليك!.


مَن يفعل الخيرَ منتظرًا ردًّا مثله من الناس، لا خيرَ فيه، إذْ لا بدَّ أنْ يأتيَ يومٌ ويُخذَل، فإذا سار بين الناس قاضيًا حاجاتهم، ليصحبوه ويحبوه، قضى عمره في سراب المحبة الكاذبة، التي ينقشع ضبابها، بانتهاء المصلحة المرجوة منه، أمّا مَن يفعله بنيّة صادقة في التوجّه إلى الله، وكأنّ اللهَ يستعملهُ في هذا الأمر، فما خاب، ولا اشتكى يومًا مِن ظُلم الناس؛ لأنه رفع كفّيه عنهم، وعلا بهما قاصدًا ربّ الناس، فأعطاه اللهُ الأجرَ في السماء، و وهبَهُ الطمأنينة في القلب، والاحترام العام في الأرض، وأيُّ نعمٍ أعظم من هذا؟

لذا، عامِل الناس بقدرِ ما أنت طامعٌ بالهبات الرّبانية، ولا تعاملهم بمبدأ "أعاملُهم كما يعاملونني"، فإنْ فعلتَ ذلك، أدخلتَ نفسك في دائرةٍ لا تنتهي، وأصبحتَ تفعلُ ما يتوقعه الناس أن تفعله، فتضيع شخصيتك، و تتخلخل مبادؤك، وصيبح رضاهم عنك غاية إرادتك، وثناؤهم عليك مبلغ سعادتك، كما أنّك لن تسلمَ من أذاهم، وعليه، فلَنْ يسلَمَ أحدٌ من أذاك أيضًا!.



كُتبت في: ٢٣/٤/٢٠٢٠



ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات تولين طالب

تدوينات ذات صلة