قصة الكفاح الاصرار و الأمل محاربة كل ما قد يقف في طريق أعظم ما في الحياة (الحب) الكلمة المليئة بالمعاني ستكون حكايتنا لهذا اليوم

كانت تجلس في الكرسي الخلفي لسيارة الأُجرة تنظر عبر زجاجها إلى السماء الممطرة التي كانت في نظرها باكية حزينة على حالها، كلمات الطبيبة تتردد في رأسها كالصدى حطت من عينها دمعة خاطفة خطت على وجهتها خطاً طويلاً حتى استقرت على يدها لتستفيق على إثرِ هذا من سهوتها، كان السائق العجوز يراقبها عبر المرٱة طوال الوقت فقال لها بعدما رأى تلك الدمعة التي رأى فيها كمية كبيرة من الحسرة و الحزن و الٱسى: لا شئ في هذه الحياة يستحق كل هذا الحزن يا ابنتي . نظرت في عينيه عبر المرٱة و قالت بصوت أجهش : ألا يعتبر خذلان من تحب أمراً محزناً يا عم . فصمت كانت السيارة تعبر بوابة الحي الذي تسكنه، كلما مرت من أمام منزلٍ رأت جاراتها يصرخون في أولادهنَّ ليعودوا إلى المنزل، في كل مرة تصادف احداهنَّ تحاول أن تشغل نفسها عنهنَّ على أمل ألا يتعرفنَّ عليها أو على الأقل لا تلتقي أعينهنَّ، و على بعد عدة بنايات أوقف السائق السيارة دفعت الأُجرة همت بالنزول فأوقفها بقوله: لو كان ذلك الشخص يحبك بحق فسيعذر و يتحمل كل مُرٍ من أجلك . بادرته بابتسامة صغيرة مكسورة و خرجت ها هي ذي أمام المنزل وقفت لعدة دقائق تحت المطر تقول لنفسها: ها هو ذا ميدان الاعتراف، الجو ماطرٌ اليوم لا بد بأنه عاد مبكراً، ترى كيف سأخبره؟ هل سأمتلك الشجاعة اللازمة؟ تنهدت ابتسمت و قالت بسخرية: قلت أو لا فسيعرف عاجلاً أو ٱجلاً و أن بعرف مني الٱن أفضل من أن يعرف من غيري فيما بعد . استجمعت شتات نفسها وقفت أمام عتبة المنزل فتحت الباب الذي لم يكن مقفلاً فعرفت أنه قد عاد حقاً دخلت و قالت بصوت بدا له مشتتاً: لقد عدت . جاء يستقبلها بابتسامته المعتادة التي لطالما بثت في نفسها السعادة و قال: أهلاً بك لقد عدتُ مبكراً اليوم لذا فكرت أن أُعد الغداء حتى تعودي . فقالت: شكراً لك يا عزيزي . نظر إليها بقلق و قال: هل أنتِ بخير؟ لقد تبللتِ . أجابته محاولة إبعاد القلق عنه: أجل بخير فقط لم أتوقع أن تمطر و نسيت نزلتي . قال بارتياح مشبوه: حسناً لا بأس اخلعي معطفك و ادخلي لقد أعددتُ بعض القهوة الساخنة نشربها معاً عند المدفأة و تخبرينني بما حدث معك . قالت بصوت خافت بٱئس: بالطبع سأخبرك . جلست بجانبه على الأريكة تناولت منه كوب القهوة بدأت ترتشف منه بصمت دام لدقائق معدودة حتى تشجع و قال محاولاً كسر هذا الصمت: إذاً ما الذي حدث معك؟ ماذا قالت الطبيبة؟ تجمعت الدموع في عينيها فكيف تقول له شيء كهذا فاستجعت نفسها حتى لا تشعره بشئ و قالت: حبنا الذي بالكاد رأى الضوء و تفتح. لربما ستضطر بسجنه و حبسه في غرفة مظلمة قبل أن يكبر أكثر . اندهش من كلامها كيف تقول شيئاً كهذا؟ فسأل بارتباك: ماذا تعنين بقولك هذا؟ أكملت و صدى تلك الكلمات ينهش في رأسها: أ....أنا لا أستطيع الإنجاب . بكت بكت بقوة انهمرت الدموع من عينيها كالشلال أما هو فبقي مشدوهاً لم ينبس بحرف لم يعرف ماذا يقول؟ أو حتى ماذا يفعل؟ توقع كل شيءٍ عدا هذا!! نظر في عينيها اللتين احمرتا احتضنها بقوة هذا الشيء الوحيد الذي خطر له في تلك اللحظة كل ما فكر به هو أنها تحتاج إلى دفء حبه و هكذا منحها إياه همس لها بصوت حنون: اهدئي.... لا داعي لكل هذا البكاء حسناً . اجابته بصوت أجهش: كيف لا.... كيف لا و قد خذلتك خذلت حبنا أنت تستحق كل خير و أردت أنا أن أمنحك هذا، لكن لن أستطيع . قال بغضب طفيف: لا أنت لم تخذليني هذا هو قدرنا و إن كان كذلك فأنا راضٍ أن أعيشه، ليس مهماً إن كان به أولاد المهم أنك موجودة . ابتسمت دفنت وجهها في صدره لكنها قالت: قد يكون الأمر هكذا الآن لكنك ستشعر بالوحشة ستطلبهم إن لم يكن بإرادتك فسيكون رغماً عنك سيضغطون عليك سيطلبون منك أن تتزوج سيقولون أنك رجل و يجب أن تحصل على ابنٍ يحمل اسمك . نظر في عينيها و ابتسم قائلاً: حتى و إن كان كذلك فإن انصاع و إذا فعلت سأكون أنا من خذلت حبنا لا أنت، ثقي بي لن استبدلك أو حتى أتخلى عنك إذا قالوا ابن فابن، و لكنني لن أرضى أن يكون سوى منك سأدعو... سأدعو بكل ما أملك من ايمان أن يكون هذا الابن مني و منك و لن أرضى بغير هذا . ابتسمت و قالت: إذا كان الأمر كذلك فكما تشاء ، شكراً لك، و أرفدت بسخرية: و الآن يا سيدي العزيز أنا متشوقة لتذوق طعامك . أجاب بتخبط : أجل لقد نسيت أمره تماماً ٱمل أنه لم يحترق . و ركض إلى المطبخ و قال بارتياح: حمداً لله لم يحترق . ضحت منه ضحك معها نظرت من النافذة كانت الشمس قد بزغت من تحت الغمام ابتسمت و قالت لنفسها: الٱن و أخيراً ابتسمت أيتها السماء . و أمضيا معاً أمسية لطيفة لا تنسى .

************


بعد ثلاث سنوات صوتٌ لضحكاتٍ صغيرة يملأ جدران المنزل كانا يراقبانه و هو يخطو خطواته الأولى و الابتسامة لا تفارق شفتيه كلما و قع نهض و أعاد المحاولة من جديد وصل إليهما احتضنته بقوة صفقات له بحرارة قبلاه بحب قالت له أمه: احسنت يا صغيري لم تخذلنا. فقال الأب و هو بقرص خده: أنت تملك إخلاص أمك التي لم ترضَ بالخذلان . فابتسمت و قالت: لم يخذل أحدنا الآخر و لم نخذل حبنا و ها هو ذا قد كبر ليكمل طريق وفائنا .

************


في مكان ٱخر و داخل سيارة أُجرة يقول سائقٌ عجوز ارتكبته الشابة: لو كان ذلك الشخص يحبك بحق فسيعذر و يتحمل كل مرٍ من أجلك .

تمت

#شهد_الربايعة

SHAHED ALI

ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

شكرا لك .. سعيدة لأنها نالت اعجابك

إقرأ المزيد من تدوينات SHAHED ALI

تدوينات ذات صلة