في ظلِّ فترةٍ لن نذكرها في القادم إلا بانتفاضةٍ فلسطينَ الأقوى أو لربمَّا بتحرير فلسطين ! لماذا الإنتماء هو أعظمُ الأساساتِ الإنسانية.

أعتدنا بناءً على ما فرضته خوارجِ سننِ الحياة المفروضةِ والمتكررة خاصةً في العقد الأخير على المشاهدِ اللا إنسانية في مناطقِ مختلفةٍ من عالمنا المُجحف ، وتعايشنا مع أستغرابنا في كل مرة من اختراعِ سرعاتٍ جديدةٍ لعجلة الحياة في مختلف مجالاتها إلا في حفظِ الحقوقِ وردِّها لأصحابها ؛ بل على العكس من هذا فلا زالت العجلة تسير للخلف حتى أمستْ عجلاتُ الإنسانيةِ أشبهُ بعجلةٍ مترهلة ترتطمُ في كل مترٍ من طريقها بحائط أمتنُ مما سبقه - لا تنتهي أجمعَ بالطبع لكنها تُفرطُ في كل مرة من خلاياها في أجوافِ حامليها!-


وفي غيبوبيةِ الصدمةِ التي تستنكرُ ما لا يمكن لبشرٍ إحتمالهُ من ممارساتِ مغتصبي الأرض ، إلا أنني لا أقوى التغاضي عن عظمة مُلَّاكِها الحق و خصوصيتهم في التفرد !


إن الفكرةَ والحالةَ ليست بسارقٍ ومسروقٍ فحسب ، وليست بمَحكمةٍ مفتوحة بين غاصبٍ ومُغتصَبٍ وبالطبعِ لا تُحصَرُ في حدود قضية سياسية يتلاقفها الزملاء الزعماء بسخريةِ العابثِ بكل أريحية .. نعم جميعُ ما ذكرتُهُ جزءٌ صحيح من حقيقةٍ أكبر لكنهُ ليس الحقيقةَ بأكملها؛ الحقيقةُ التي تتلخصُ بمُسلَّمٍ مُفترضٍ أعظم - الإنتماءُ الصادق هو التعريفُ الأمثل للإنسانية - فإن تمعَّننا في الحروب التي عايشها العالم على امتداد تلويثِ البشريةِ لمكنوناته فلا أظنُّنا سنجدُ الأكثر صمودًا ، انتماءً أو حتى إنسانيةً وعلى وجه الخصوص لن نجد الأكثرَ عنفوانًا ...


لربَّما من الفلسفةِ العميقةِ قولها لكن مما روي لي على تتابع أجيالِ عائلتي أن انتفاضاتِ فلسطين جميعها لم تكن محض صدفٍ في التواقيتِ فحسب ، أذكرُ أن أبي في تطورات غزة عام 2018 عندما سألته عن توقيتِ الحدث قال لي : ( يابا انا بشوف أنه انسي كل هاي التفاصيل الصحوة هاي بتصير كل مرة زي ناقوس الخطر اللي بيصحينا كل ما غفلنا بحالنا وبالدنيا لتذكرنا انه في اشياء اهم وناس اهم ).. واليوم أرى كلماتِهِ تتجلى في صورة فلسطين الجريح المُزهر ؛ أراها في تجلياتِ الصورة الأخطرِ لناقوس الخطر ولرُبَّما الآخيرة .. صورةُ ما قبل فُراقِ بقايا ارتباطاتنا الأخيرة بكينونتنا - بإنسانيتنا - فإما تَمسُكٌ بناقوسِ يبدو في الظاهر خاسر لاعتماده على ضحكاتِ الختام وعبرةِ النهاية وإما انجرافُ حارفٍ عن كُلِّ فطرةٍ هي نحن ! لنستمتعِ برحلةِ الأمد ضيقِ الأُفق ما قبل احتضانِ الهاوية !


تلك هي القضية بنظري ، "بذاك العمق المُعمَّم و السهولةِ المُمتنعة "، قضيةٌ يتلوها حامليها- نواقيسُ التحذير - ليَربطوا المتغيبين عن الكثير و بقيدٍ خفي لا يَعلمه إلا من إختارهم سبحانه !.




ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

سلمت يداك اسلوب من القلب

إقرأ المزيد من تدوينات رِتاج العناسوة

تدوينات ذات صلة