طبتِ أرض الشهداء,طاب ترابك واحجارك,سلام الله علي اهلك واحبابك ولعنته على اعدائك ومن خانوك
أبعث لكِ هذه الرسالة معبرا عن حبي وامتناني لما تركتيه في من أثر وأمل ويقين
أتذكر أول مرة شعرت فيها بالفخر والإعتزاز والشجاعة
أول مرة أكتشف أن لي صوتًا قادر علي التعبير والصراخ في وجه الظلم
كان هذا سنة 2000 اثناء انتفاضتك في وجه العدوان الغاشم واستشهاد طفلك البطل محمد الدرة
كنت لا أزال في الصف الأول الإبتدائي خرجنا أنا وزملائي نهتف بالروح بالدم نفديك يا فلسطين
كنت أصرخ من قلبي وكلي حزن وغضب ومازال يكبر داخلي هذا الغضب كلما كبرت
الآن أصبحت في السابعة والعشرين من عمري
وبمراجعة حياتي اكتشفت كم أشبهك وهو فخر لا يليق بك
فأنا عزيزتي سرقت أحلامي كما سرقت أرضك
قتلت آمالي وطموحاتي وسرق مني فرحي
ذقت الخيانة والمؤامرة
استنجدت بمن حولي ولكنني خذلت
نزفت كثيرا من الألآم
يزداد جرحي يوما بعد يوم
أشعر بالقهر وانا أرى أعدائي يستوطنون ارضي
وأنا منفي
فيواسيني محمود درويش قائلا
رأيتك في شعاع الدمع و الجرح
وأنت الرئة الأخرى بصدري أنت
أنت الصوت في شفتي وأنت الماء
أنت النار رأيتك عند باب الكهف
عند الدار معلّقة على حبل الغسيل ثياب أيتامك
رأيتك في المواقد في الشوارع في الزرائب
في دم الشمس
رأيتك في أغاني اليتم و البؤس
رأيتك ملء ملح البحر و الرمل
وكنت جميلة
كالأرض كالأطفال كالفلّ
فأتذكرك فأنتفض وأثور وأقاوم
إلي أن يأذن الله بالانتصار
فأنت ملهمتي وقدوتي وحلمي
يا من صنعت للأحجار معني
يا من علّمتِ العالم معني المقاومة والصمود
كم أدعو الله أن يمد في عمري حتي أشارك في تحريرك
ولكني مثلك أيضا حزين
ليس علي حالك ولكن علي خذلان بعض إخوانك لك
وتركك وحيدة في وجه الظلم
أعرف شعورك بالخذلان والحزن ولكني أيضا أعرف قوتك وصمودك
ولكنك عزيزتي جميلة حتي في معاناتك
وسلاما
إلي أن القاك
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات
شكرا ربنا يردها إلينا وينصرنا عليهم