السينما ليست للمتعة فقط، فمن الممكن أن يحمل الفيلم رسالة مباشرة أو غير مباشرة، تدفعك للتفكير في أمورٍ كثيرة، سواءً كانت شخصية، أو عامة

السينما ليست للمتعة فقط، فمن الممكن أن يحمل الفيلم رسالة مباشرة أو غير مباشرة، تدفعك للتفكير في أمورٍ كثيرة، سواءً كانت شخصية، أو عامة تعطيك صورةً جميلة عن العالم، حتى لو كان يشوبه القليل من القبح، وأملًا لمواجهة المستقبل أو على الأقل دفعة لتحقيق حلمك” .. “اودري هيبورن”كل بيت من بيوت ستالين كان يحتوي على سينما خاصة، وفي سنواته الأخيرة، لم تعد السينما تسليته المفضلة فحسب، بل أيضاً مصدر إلهامه السياسي، إنها إحدى المنافذ التي من خلالها حكم الإمبراطورية السوفيتية، وكان ذلك يسمى ”السينامقراطية“ أي الحكم عن طريق السينما.. الأغلب منّا يظن أن الأنوار تنطفئ في صالة السينما حتى يكون بمقدورنا أن نشاهد الصور المتحركة على الشاشة بشكلٍ أفضل؛ لو تأملنا عن كثب الأفراد وهم يستقرّون في مقاعدهم بارتياح واسترخاء، سنفهم أن هناك سبباً أكثر أهمية .. الظلام في الصالة يتيح لكل مشاهد أن يعزل نفسه عن الآخرين، ويكون وحيداً بمخيلته و أفكاره، فيبدأ كل شخص بخلق عالمه الخاص.. وكما قيل؛ المقعد في صالة السينما ذو عونٍ أكبر من أريكة المحلّل النفساني، وتلك هي معجزة السينما .مشاهدة الأفلام أيضًا تعد شكلًا من أشكال العلاج و الهروب من حياتنا ومشاكلنا لفترة قصيرة، هناك العديد من الفوائد الموثقة لمشاهدة الأفلام في الواقع يطلق عليها العلاج بالسينما.تقول الدكتورة بيرجيت وولز؛ “يمكن أن يكون العلاج السينمائي حافزًا قويًا للشفاء والنمو لأي شخصٍ منفتح على تعلم كيفية تأثير الأفلام علينا، ومشاهدة أفلام معينة بوعي واعٍ يسمح لنا باستخدام تأثير الصور و الموسيقى وما إلى ذلك، من أجل البصيرة، الإلهام، الإنفراج العاطفي، الراحة والتغيير الطبيعي ، في حين أن العلاج بالسينما علاج حقيقي يصفه المعالجون أحيانًا.حين ندرك أن الأفلام يمكن أن تغير الطريقة التي نفكر بها ، نشعر بها ونتعامل معها في نهاية المطاف مع تقلبات الحياة تصبح مشاهدتها لا تقدر بثمن.. فمشاهدتها تحفز العاطفة، حتى لأولئك الذين يجدون صعوبة في التعبير عن عواطفهم، قد يجدون أنفسهم يضحكون أو يبكون أثناء الفيلم، مما يسهل عليهم أن يشعروا براحةٍ أكبر في التعبير عن عواطفهم، كما تساعدنا الأفلام على فهم حياتنا.منذ آلاف السنين انتقلت المعرفة والحكمة من خلال فن رواية القصص. تقدم لنا القصص وجهات نظرٍ مختلفة تساعدنا على فهم العالم وفهم أنفسنا، تعطينا استراحة من أي شيء يزعجنا لأننا ننتقل إلى زمان ومكان مختلف، ويمكننا التركيز فقط على اللحظة الحالية لفترة قصيرة، مما يمنح أدمغتنا راحة ضرورية من المعتاد، فمشاهدة فيلم مثير للشك يفرز هرمون الإجهاد في الدماغ “الكورتيزول”، يليه الدوبامين الذي تنتج عنه مشاعر المتعة، ولا يهم إذا كنت تشاهد Netflix في المنزل أو تجلس في مسرحٍ مزدحم، فالنتائج هي نفسها ..مثل خروج طفل صغير، وُلد وكبر في إحدى الحارات الشعبية ولم يخرج منها قط حتى عمر العاشرة إلى ديزني لاند؛ يندهش بالأضواء والألعاب الكثيرة، و بالأشكال المختلفة التي يراها للمرة الأولى، لا يفكر بشيء خارج هذا المكان، فالكون بالنسبة له ينحصر هناك..لا يملك كلمات يصف بها ما رأى لأصدقائه، هذا ما أشعر به أنا حين أدخل إلى قاعة السينما، تبهرني قصص أولئك الذين يتحركون، يتحدثون، يرقصون، يببكون ويضحكون داخل تلك الشاشة، يجعلونا نتفاعل مع حركاتهم، نهز أكتافنا في مقاعدنا حين يرقصون، نحرك شفاهنا حين يغنون، نبكي معهم، نضحك بصوت عالٍ، هنا يكمن السحر.!!لا أملك كلمات أخرى للوصف، فكلّ أنواع السينما تسحرني، الوثائقيّة، التجريبيّة، الروائيّة..الأفلام تُعرفنا على ثقافات و مشاكل مجتمعات كثيرة نلتقي بها في شاشة السينما فقط..



ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات فلسفة قلم ✍🏻

تدوينات ذات صلة