"الإحساس بالمعاناة تولد أفكاراً خلاّقة"....من هنا جاءت فكرة مشروع "رؤية الكفيف في التصميم الداخلي"

كيف تبصر الجمال دون أن تراه.. كلية جامعية تترجم احتياجات المكفوفين

بغياب النور الذي يعكس ما نراه من جماليات المحيط، وغياب الأدوات التي تخطط الفراغ، لتمكننا من فهم وأداء أدوارنا بشكل طبيعي، والإحساس بالألوان التي ترسم سيكولوجية الشعور، تترجم معاناة المكفوفين في أ

بسط وصف ممكن لها.من قلب المعاناة جاء الإلهام ليضيء عتمتة البصر، بمكان يشع منه الجمال ويترجم سيكلوجية الشعور، داخل كلية جامعية خاصة بالمكفوفين.



كلية جامعية تتلمس احتياجات المكفوفين

جسدت الطالبة الجامعية رنين القطب الحاصلة على دعم من مشروع دعم البحث والابداع لطلبة الجامعات، التابع لـصندوق الملك عبدالله الثاني للتنمية ، من وحي تلك المعاناة فكرة مشروع "رؤية الكفيف في التصميم الداخلي" والذي يُعنى بتصميم نموذج كلية خاصة بالمكفوفين، في الجامعة الأردنية، تراعي حركتهم الاساسية، وتهيء لهم بيئة حيوية ومتنوعة، يشعرون فيها من خلال التصميم الداخلي.




"الإحساس بالمعاناة تولد أفكاراً خلاّقة"

بإحساس مرهف يبحث عن الإبداع، قامت الطالبة رنين قطب، طالبة في قسم التصميم الداخلي/ الجامعة الأردنية بابتكار تصميم استثنائي يحاكي عنصر الخيال، بدلاً من الحواس التي تبصر الألوان والأشكال

لنموذج كلية جامعية تتلمس احتياجات المكفوفين.كان السبب وراء إلهامها لتصميم الكلية يعود لمعاناة والدها الذي ولد كفيفاً، وواجه العديد من المحددات خلال دراسته الجامعية، كان أبرزها وجود نظام تعليمي يعتمد على لغة بريل، بالإضافة إلى وجود بيئة حاضنة تراعي احتياجاتهم وتتلمس بصيرتهم لفهم المكان.



دعم لغة بريل لتمكين المكفوفين لغوياً

أوضحت قطب عند إجرائي دراسة حول فئات المكفوفين من فاقدي البصر تماماً وضعاف البصر، تبين أن معظمهم لا يجيدون لغة البريل، وهي اللغة التي يجب اتقانها لديهم، فكان حرياً لاعتمادها في تصميم الكلية. وكذلك إدراجها كلغة للتعليم فيها، إلى جانب التدريب المهني، و توفير الأجهزة المختصة كالحواسيب والأدوات بلغة بريل، بالإضافة إلى إدراجها ضمن التصميمات والمرافق والإرشادات، ولترجمة الألوان المستخدمة وغيرها من الأمور التي تجعل المتجول فيها يبصر ما حُرم من رؤيته ويشعر بنفس إحساس المُبصر.



دراسة التأثيرات النفسية للتصميم الداخلي

لم يغب قياس التأثير النفسي (سيكولوجيا التصميم) عن ذهن قطب، فقد تداركت احتياجات المكفوفين بأسلوب فني يعالج سيكولوجية الشخص، في الألوان، والشكل، والأصوات أيضاً ليحاكي المتطلبات تترجمها الحواس، ومن خلال لغة بريل، تماشياً مع مفهموم التصميم الداخلي الذي يعنى بجماليات المكان وتخطيطه فراغياً.

“كان لابد من ايجاد طريقة جديدة لإدراك الجمال من خلال التلمس والخيال لخدمة المكفوفين الذين حرموا من فهم المكان وادراك جمالياته بالبصر”. -رنين قطب -

يُذكر أن مشروع دعم البحث والابداع لطلبة الجامعات الذي ينفذه الصندوق بالتعاون مع مركز الملك عبدالله الثاني للتصميم والتطوير، منذ 2004 يطلق دورته الجديدة لعام 2021، مستهدفاً قطاعات محددة وهي: الهندسة الطبية، الهندسة الصناعية، الطب، والصيدلة.




ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات صندوق الملك عبدالله الثاني للتنمية - KAFD

تدوينات ذات صلة