يا عدُيّ، الله يشهدُ، ودمائك الطاهرة تشهد؛ أنك طلبتَ الشهادة مقبلاً عليها بكلّ شجاعة غير مدبرٍ، وأنّك نلتها!
آه...
من أين أبدأ؟!
لا بداية أبدأ منها يا عُديّ ولا نهاية أنتهي إليها..
فأنتَ من لخّص معنى البداية والنهاية، وعلّمنا أن من يبدأ بالشيء عازما على فعله وصادقا، ينتهي به وإليه.
أنتَ البداية المجهولة التي فجّرتْ علامات الاستفهام كلّها في نهاية صادمة صامدة، وشجاعةٍ ما بعدها شجاعة. وشهادة نلتها مقبلا غير مدبر ومقاتلا حتى آخر نفس!
عرفناكَ بداية في عملية شعفاط البطولية، من نقطة صفر، كنتَ مقاتلا شجاعا، فقتلتَ منهم وعلّمتَ عليهم بسلاحك الطاهر الشريف.
كالأسدِ لم تخشَ شيئا! وهم كالجرذان هربوا والأسلحة معلّقة على أكتافهم! لم يتجرأ أحد منهم أن يرفع سلاحه!
فإن السّر لا يكمن في وجودِ السلاح وقوة العتاد، بل في حبّ المقاومة والإقبال على الموت بكل شجاعة.
وهذا ليس بغريب على شبابٍ فلسطيني رضع الشجاعة والمقاومة مع الحليب!
آهٍ يا عدي،
كم تمنّيتُ لو كنتُ شابّا!
فأحلقُ شعر رأسي مع أهل مخيم شعفاط والضفة، وكل الذين حلقوا شعر رؤوسهم متضامنين معك، بعد أن أعلنت مصادر الاحتلال القذرة في تصريحات لها أن منفّذ العملية أصلع! أنّك أنتَ أصلع!
آخ لو كان اسمي عُدي..
فأطير فخرا مقتيدةً بك وعلى نهجك!
آخ لو كنت في فلسطين!!!
واللهِ لكنت أقمتُ الدنيا وما أقعدتها!
ولخرجتُ متضامنةً مع الشباب الفلسطيني الآن في جنين ونابلس والقدس وشعفاط..
ولأبيتُ إلا أن أكون شهيدةً أنتقم لك ولكل الشهداء من قبلك، وللوطن المسلوب!
يا عُدي، هل سمعتَ ببيان عرين الأسود؟
هل يا تَرى تَرى مسيرات الغضب الآن في شوارع نابلس وجنين والقدس وأمام بيتك في مخيم شعفاط؟!
قد توعدّتْ عرين الأسود أن تثأر لك، وأنها ستؤدّي لكَ تحيّة عسكرية في صدورهم قبل بزوغ الفجر!
وقد توعّدتُ أنا أن أثأر لك، ولكل الشهداء والأسرى، ولهذه الأرض المسلوبة؛ بأن أبقى ما حييتُ أسعى وأعمل لأجل فلسطين، وأن لا أنسَ ما قدّمه أبناء وطني من أرواح وأموال وبيوت وأبناء ودماء!
فواللهِ لن أنسى!
يا عُديّ،
كيفَ لجيشٍ أوهن من بيت العنكبوت أن يُطاردك ويقلب الدنيا بحثًا عنك لعشرة أيام، ثم تُطاردهم أنت في عملية بطولية أخرى..
ترفضُ إلا أن تكون شهيدًا!
يا عدُيّ،
الله يشهدُ، ودمائك الطاهرة تشهد؛
أنك طلبتَ الشهادة مقبلا عليها بكلّ شجاعة غير مدبر، وأنّك نلتها!
يا عُديّ،
إنك واللهِ حيٌّ تُرزق.. فأنت شهيد شهيد..
ونحنُ الأموات!
فلتسعد يا عُديّ.. ولتنعم في جنان الخلد يا شهيد..
وشاهد بفخرٍ أبناء الوطن وهم يحملون الراية من بعدك..
واسعد واهنأ..
يا عُديّ، يا قاهر العدا!

التعليقات