سلسلة #ولنعم_المصلّى، سلسلة تعريفية عن المسجد الأقصى، تضمّ ثلاث جوانب وهي: العقدي، فالتاريخي، فالجغرافي.. وهي من كتابة وإشراف فريق القدس أمانتي في ليبيا.

#ولنعم_المصلّى

نبدو على بركة الله حديثنا #الثالث من سلسلتنا الشيّقة، فخلّيكم معنا..


📌الحديث:

عن أبي إسحاق: قال: سمعت البراء بن عازب رضي الله عنه يقول: (صلينا مع رسول الله ﷺ نحو بيت المقدس ستة عشر أو سبعة عشر شهراً، ثم صُرفنا نحو الكعبة).


1/ نفهموا من حديث اليوم أن بيت المقدس كان إحدى قبلتي المسلمين، وطبعا هذا دليل واضح على أهميّته وقدسيّته في الإسلام.


2/ وزي ما ذكرنا في حديثنا ولقاءنا الأول عن ارتباط المسجد الأقصى بالمسجد الحرام، فهذا الحديث يوضّحلنا العلاقة بين المسجدين من ناحية قبلة المسلمين، فكلا المسجدين توجّهت ليهم وجوه المسلمين، وتعلّقت قلوبهم بيها، وزادت منزلة المسجدين وعظمت، وبهذا وجب رعياتهما والعناية بهما.


3/ وقول البراء رضي الله عنه: (صلّينا مع رسول الله نحو بيت المقدس ستة عشر أو سبعة عشر شهرا..): فقد وقع الإجماع بأن هذه المدّة اللّي ذكرها البراء-الستة عشر أو السبعة عشر شهرا- كانت في المدينة المنوّرة، فأجمعوا أن تحويل القبلة إلى الكعبة بعد بيت المقدس كان في المدينة المنوّرة بعد هجرة الرّسول ﷺ لها بحوالي 16 أو17 شهر.


🤔 باهي تسائلت قبل هكي ليش الله سبحانه حوّل القبلة من بيت المقدس إلى الكعبة؟


📌أول حاجة، بيت المقدس هو قبلة أهل الكتاب من اليهود والنّصارى، فلمّا كانت قبلة المسلمين حتّى هما بيت المقدس، فرح اليهود وقالوا إنّ اتجاه محمد ﷺ ومن معه إلى قبلتهم في الصلاة، دليل على أن دينهم هو الحق، وقبلتهم هي القبلة وهم الأصل، فأولى بمحمد ﷺ ومن معه أن يدخلوا إلى دينهم، لا أن يدعوهم إلى الدخول في الإسلام!


📌 كان الموضوع صعب على المسلمين العرب، يلّي اعتادوا في الجاهلية تعظيم حرمة البيت الحرام، فكان هو كعبتهم وقبلتهم، وزادهم من التّعب وربّما حتى من الشّك اللي كانوا يسمعوه من اليهود، فكان رسولنا ﷺ يقلّب وجهه في السّماء متجّها إلى ربّه، وبدون أن ينطق لسانه بشيء، تأدّبا مع الله، وانتظارا لتوجيهٍ يرضاه، فنزل قوله تعالى: (قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ)


📌 زي ما قلنا إن العرب كانت تعظّم البيت الحرام في الجاهلية، فلمّا جاء الإسلام عمل على إخلاص القلوب لله وحده، وتجريدها من التّعلق بغيره، فنزعهم نزعًا من الاتّجاه إلى بيت الحرام، واختار لهم لفترة من الزّمن بيت المقدس، فيخلّص نفوسهم من رواسب الجاهلية وكلّ ما يتعلّق بها.

وهذه كانت معلومة خفيفة لطيفة ليك، يلّا نرجعوا للنقطة 4 🤩


4/ قول البراء: (ثمّ صُرفنا)، نفهموا منّه أن يلّي صرفهم عن القبلة الأولى هو أمر الله وأمر رسوله ﷺ.


⚠️أخيرًا عزيزي القارئ، فحرص الشّريعة على الربط بين المسجدين في أكثر من وجه -زي ما شفنا من الأحاديث السّابقة واليوم- هو ربط لقدسيّتهما في قلب المؤمن، ووجوب للمحافظة عليهما ودفع العدوّ عنهما، وحرمة التّفريط بهما، وإن التفاوض على القبلة الاولى هو شبيه بالتفاوض على الثانية، وإن التنازل عن الأولى هو تنازل عن الثانية، وإن التآمر على الأولى تآمر ولا شك على الثانية!

كيف لا؟ وهما القبلتان، وهما المسجدان الأوّلان، فاليقظة اليقظة يا أمة الإسلام!


شكرًا للقراءة، واستنّونا الأسبوع الجاي مع حديث جديد بإذن الله.. ✨


https://m.facebook.com/story.php?story_fbid=145237625024320&id=100086142480750&mibextid=Nif5oz


ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات هِبةُ الحُريّة 🕊

تدوينات ذات صلة