"‏ونصمُتُ ليسَ يعني أنْ رضِينا، ولكن ليسَ يُجْدي ما نقولُ!." _لقائله

مالي أراكِ منزعجة النفس؟ تُفسّرين كل كلمة إلى عشرات المعاني!

يزعجكِ قولهم؟ وتؤجّلين الرد أو تصمتين حتى إشعارٍ آخر؟

ألهذه الدرجة بلغ منك الانزعاج حتى أنك أخفيتهم عن وجهك بشكل مؤقت إلى أن تهدأ نفسكِ وتطيب...

واللهِ يا نفسُ ما هذا إلا فعل شيطان رجيم! أعاذكِ الله منه ومن أشباهه!

وما انزعاجك هذا إلا لأنكِ تعلمين قدر المعزة والمحبّة في قلبك..

وعلى قدر المعزة يكون الغضب...

فأيّ مغفّلٍ هذا ينزعج من ما لا يُلقي له بالا ولا اهتماما؟! فهل أنتِ مغفلة؟ لا..

إذا فلتهدئي قليلا، ولتقولي على أي شيء تغضبين وتنزعجين؟

أهو أمر يستحقّ كل هذه البلبلة؟

أم أنها بعض المشاعر المخبّئة طويلا قد طفحتِ الآن وعكّرتِ الماء الصافي؟

وإذا كانت هذه بلبلة مشاعرٍ، فعلى أي شيءٍ جعلتها تتراكم إلى هذا الحدّ؟ وما كان سببها من الأصل؟

لا عليكِ، فليست هذه جلسة استجوابٍ على قدر ما أنها جلسة تشافٍ وتصافِ..

ربّما كنتِ هادئة النفس والشخصية، تحبّين كل شيء هادئٍ مثلك، وتضطربين عند مواجهة أي شيء معاكس لطبعك وصفاتك..

ولكنّ هذا بالذات عين الغباء والحمق والعته!

أعذريني يا نفس، واسمحي لي أن أعبّر عن آخر المشاعر المتبقية بالكتابة، حتى وإن كنت لن أكتب أي شيء مفيد أو حقيقي..

كيف تتأملين أن تكون الحياة وردية؟

_ أنا لم أتأمّل ذلك!

لكنّكِ فعلتِ!

حسنا، سأعيد السؤال بطريقة أخرى، كيف تتأملين أن يكون الناس بمثل طباعك؟

_ .......

لا تتهرّبي يا نفس، واصدقيني القول..

فإني أراكِ مضطربة، حائرة القول والفعل..

يا نفس لا تتوقعي أن تكون هذه الحياة مستقيمة لا اعوجاج فيها ولا انحناء..

فإذا كانت الحياة بأكملها كذلك، فكيف بالناس؟ وكيف أنتِ أولا قبلهم؟

أعرفُ أنّك تعرفينَ كل هذا الكلام نظريا، بل وقد سئمت منه وحفظته!

ولكن ها أنتِ تواجهينه الآن عمليا..

فهل أحسنتِ التجربة والفعل؟!!



ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

واو

إقرأ المزيد من تدوينات هِبةُ الحُريّة 🕊

تدوينات ذات صلة