فالعلقم هو استشهاديٌّ أذاقَ المُرّ (على أصوله) لبهائمٍ طغت في الأرض واستكبرت.
في قاموس اللغة العربيّة يُقال للشّيء شديد المرارة كأنّه العلقم.
أمّا في قاموس الجهادِ والثّأر الفلسطينيّ، فالعلقم هو استشهاديٌّ أذاقَ المُرّ (على أصوله) لبهائمٍ طغت في الأرض واستكبرت.
في يوم الخميس الماضي 27 يناير 2023، اقتحمت قوّات القمامة جنين ومخيّمها، ونكّلت بأهلها وأرضها..
دمّروا وخرّبوا كلّ شيء أمامهم حرفيّا، حتّى سيّارات الإسعاف لم تسلم من أذاهم..
فما المتوقّع من قومٍ مفسدين، عُرفوا بخبثهم ومكرهم وفسادهم حتّى في عهد الرّسول صلّى الله عليه وسلم؟!
اُستشهد يومها تسعة أبرياء، منهم مُسنّة فلسطينيّة تبلغ الخمسين، قنّصها قذر وهي في قعر دارها (شلّ الله يديه) اللهم آمين.
كانت فاجعةً لكلّ فلسطين وأهلها، ولكلّ من يتألم لألم الوطن المغصوب.
فما حدث يومها وُصف بأشنع حربٍ شُنّت على مخيم جنين من بعد المعركة المعروفة في 2002 والّتي استمرّت إلى ما يقارب الأسبوعين واستشهد فيها العشرات، ودُمّرت فيها منازل أهالي المخيّم.
لكنّ ما حدث في صباح يوم الخميس، يشهدُ أن مخيّمنا مخيّم "عشّ الدّبابير" قد آلم الاحتلال وأوجعه.
جنين الصّامدة.. جنين الّتي كُلّما غفونا قليلا صفعتنا ونبّهتتنا.
يعرفُ الاحتلال جيّدا أن معركته باتت خاسرة لا محالة، وأنّ نهايته صارت قريبةً لا محالة..
فهو الآن كالأعمى يتخبّطُ، ويقتل الأبرياء بسبب أو بدون، ويرتكب حماقات سيدفع ثمنها عاجلا غير آجل.
فالنّهاية صارت قريبة جدّا جدّا.. أليس كذلك؟
يَقتلُنا.. وينتشي فرحًا بما سفك من الدّماء..
يظنّنا قُتلنا.. وينسى أن واحدًا منّا يقتله، يعني أنّ العشرات من بعده ستحيا..
اليوم،
الجمعة 27 يناير 2023، يثأر الاستشهاديّ الحيّ خيري علقم ابن القدس ومخيم شعفاط لجنين ومخيّمها وشهداءها التسعة.
يخرجُ ثائرا، غاضبا، غيوراً على وطنه وشعبه..
فيقتل عشرة، ويُصيبُ آخرين..
ويستشهد.
وبعد أن وصلت قوّات القمامة المكان.. وفُجعت بمناظر جرذانها ملقاة في الشّارع لا تّحرّك ساكنا، وتشربُ الأرض من دمائهم.
قالت هذا أسوأ مشهدٍ تعرّضنا له منذ سنوات..
أأوجعتكم الضّربة؟
ها أخبروني، أذقتم العلقم؟
فوالله لتذوقنّ ماهو أشدّّ مرارة منه.
وإن قتلتم اليوم ثائرًا منّا.. سنُخرجُ لكم من الرّماد المئات.
قد خرجَ خيري ليقول لنا: دمي فداءٌ لأرض جنين التي دُنّست، ولدماء شعبي التي أُريقت، وللظلّم الّذي لم يكتبه الله _جلّ جلاله_ على نفسه، وارتكبه الإنسان.. ذلك المخلوق الّذي دنّس الأرض وأفسد فيها بكلّ ظلم واستكبار.
فرحمةٌ من الله تتغشّاك يا شهيد..
وتقبّلك الله في عليّين مع الشهداء والنبيئين والصدّيقين، وصبّر الله أهلك الّذين ستشفع لهم يوم لا ينفع المرء إلا عمله ورحمة الله به!
كم أسعدتنا يا بطل.. وكم أسعدتَ أبناء هذا الوطن المكلوم.
إنّنا على نهجك يا خيري، وعلى نهج الشّهداء من قبلك ومن بعد، لا لن نحيد.
من احتفال أهالي فلسطين وفخرهم بخيري علقم:

التعليقات
شكرا لك🌸🌸 حفظكِ الله ورعاكِ يا كندة..🌸