كن واثقا بنفسك، مستعينا بالله، تُحدّد الذي تريده بالضبط، ولا تزيد عن ذلك ولا تنقص.
28 فبراير 2023
يومٌ كعادة أيامي الجامعية هذا العام، يبدأُ منذ التّاسعة صباحا وحتّى الثالثة ظهرا.
كانت محاضرات هذا اليوم دسمة قليلا
مما جعلني أسأل صديقتي مازحة: "مالذي جعلنا ندخل طبّ الأسنان؟!"
في محاضرة التشريح الوصفي "Dental Anatomy"، شعرتُ بجمال أن يكتب لك ربّك دخول تخصّص تعشقه ويلهمك.
شعرتُ بعظيم خلق الله وجماله في أسناننا وجمالها وطريقة ترتيبها بالتّساوي، وكيف أن الأسنان في الفم الواحد يختلف شكلها تبعا لاختلاف وظيفتها من تقطيع وتمزيق وطحن للطعام.
أحببنا محاضرة اليوم جدا، وأجزمُ أنّ طريقة شرح الدكتور الممتعة للمادة كان له الأثر الكبير في ذلك.
انتهت المحاضرة، وكان عندنا وقت راحة لساعة كاملة، فخرجتُ أنا وصديقتي لنتوضّأ ونستعدّ باكرا لأذان الظهر، توضّأت هي وكان وشاحها المبلول أكبر شاهدٍ على ذلك، وتوضّأتُ أنا، وخرجنا من الحمام، ناسيةً ساعتي على حوض الغسيل...
ثمّ تذكّرتُ ذلك بعد عدّة دقائق لما جئتُ أقرأ الساعة فلم أجدها في يدي!
رجعتُ للحمام فلم أجدها!
أخبرتُ صديقتي فتأثّرتْ، وجعلتني أستحضرُ بتأثّرها هذا كم أنّ هذه الساعة محبّبة لقلبي لأنها على شكل "زهرة"، ساعةٌ رقيقة ذهبيّة اللون، وصغيرة الحجم كما أحبّ! والأهمّ من ذلك أنّها من خالتي التي أحبّها وأشبهها ولم أرها إلا مرّة واحدة وأنا ذات الثّلاث سنوات!
عدتُ المنزل، وأخبرتُ أمّي بما حدث.
فأشارت عليّ أن أكتب في قروب الدفعة على التليقرام.
وفعلا كتبتُ رسالةً قصيرة مختصرة، موجّهة بكل وضوح "لبنات" الدّفعة لمن رأتها أو سلّمتها لشؤون الطلبة.
ليردّ عليّ أحدهم حاشرا أنفه فيما لا يعنيه، واضعا صورة لساعة أطفال وردية اللون قائلا: السّاعة التي تبحث عنها!
قرأتُ ردّه وضحكت، وأغلقتُ الهاتف..
درّستُ أخي الأصغر في اختباره وأخذتُ كامل وقتي ولم أستعجل.
ثم رددتُ على رسالته التي سخر فيها وشاركه فيها شخص أو اثنان.. وقلتُ التّالي:

تفاعل الكثير إيجابا على رسالتي ودعمني، ليردّ هو مرّة أخرى مؤكّدا لنا جهله أكثر: "من قرأ الكلام، فليعطني المختصر"..
وأعتقد أنه استأجر بعض ال"إمّعة" ليضحكوا معه ويدعموه، أو أنّهم تبرّعوا بأنفسهم..
لمّ أردّ عليه بالطّبع! فلن أخوض في جدال مع أحمق، ولن أدعه يجرّني إلى مستنقع جهله.
بعدها مسحَ رسالته الأولى التي كنتُ قد كتبتُ ردّي عليها، ليبقى ردّي غير مفهوم لمن كُتب ولماذا!
لكنني لم أحذفه، فهو واضح جدا ومفهوم ويحمل معنًى في الحقّ وإن غابَ السّبب.
المستفاد من هذه القصّة: لا تخجل أبدا أن تعبّر عن رأيك ما دام لا ينقص ذلك من أحد أو يؤثّر سلبا على أحد، ما دمتَ تفعلُ أو تقول شيئا لا عيب فيه أو حرام، أو تُبيّن فيه جهلا وقع عليك، فلا تخجل ولا تجعل أحدا يُشعركَ بقلّة الثّقة لمجرّد قول أو فعل سفيهٍ صدر منه.
كن واثقا بنفسك، مستعينا بالله، تُحدّد الذي تريده بالضبط، ولا تزيد عن ذلك ولا تنقص.
التعليقات