المستفاد من هذه القصّة: خذوا حصّتكم الكافية من النّوم، فهي أقل كلفة من الكوارث التي ستصنعونها بسبب عدم النّوم وقلّة التّركيز!
26 فبراير 2023
استيقظتُ هذا اليوم متأخّرة، وبالكادِ صلّيتُ الفجر قبل وقت الشّروق.
لم أنم إلا ثلاث ساعات، لذا كان سير هذا اليوم ناعسًا قليلا وبدت آثاره المدمّرة تظهر مع مرور الوقت!
بسبب استيقاظي المتأخّر، ولأنّ محاضراتي تبدأ منذ التاسعة صباحا؛ خرجتُ من المنزل دون أن أتناول وجبة فطوري، لكنّي طبعا قمتُ بتنظيف أسناني وشربتُ الماء (فلا ذنب لعباد الله المساكين! ومن هنا أُطلق صيحاتي: نظّفوا أسنانكم، لن يكلّفكم الموضوع أكثر من دقيقتين، واحتسبوا النيّة في ذلك نظافة وعدم إيذاء للآخرين!!!!)
وصلتُ الجامعة وحضرتُ محاضراتي وكان يوما جميلا حقيقة.
وحان موعد مغادرتي، فاتّصلتُ بأخي الذي خرج من عمله وغادر بي حيثُ يعمل، إلى حِين أن ينتهي.
بالطّبع فقد كنت ناعسةً للغاية، لكنّه حلّا أفضلَ من أن أبقى في الجامعة أنتظر.
تعرّفتُ على زميلتيه في العمل، واللاتي نسيتُ أسماءهنّ بعد تعريفهنّ بأنفسهنّ بدقائق قليلة لقلّة تركيزي وسيطرة النّعاس عليّ!
تحدّثنا قليلا، ومن ثم انشغلن بعملهنّ، ثمّ غادرن المكتب.. وبقيتُ مع أخي.
حاولتُ أن أشغل نفسي ببعض الكتب عندهم، وتصفّحتُ هاتفي مرّات ومرّات وأنا أتابع أخبار نابلس والعملية البطولية في حوارة من جهة، وما تبعها من تخريب لممتكلات الأهالي في حوارة وقمة العار التي عقدها حكّام مفروض أنهم "عرب" مع أميركا وإسرائيل في "الأردن" للقضاء على المقاومة الفلسطينية من جهة أخرى.. يا له من واقع مخزٍ والله!!
غفوت بعدها..لكنّني تنبّهتُ سريعًا
ومن ثمّ غادرنا أخيييرا المكتب!
وفور أن خرجنا من المكتب، فتحتُ باب سيّارة ليست لنا وهممتُ أن أركب فيها، لولا ستر الله ثم وجود أخي معي الذي نبّهني ضاحكا أنها ليست لنا، لكنّا وقعنا في مصيبة 😂🤦♀️
ضحكتُ، وتذكّرتُ أن سيارتنا ليست هنا أصلا وأنّها بعيدًا في مصفّ السيّارات وأنّ النّعس صار يرعبني قليلا ويفعلُ فيّ الأفاعيل!
لم آكل شيئا منذ الصّباح غير قطعة بريوش مع عصير، لذا فقد تفضّل أخي وعزمني على شاورما سوريّة، كانت المرّة الأولى التي أجرّبها فيها.
فأنا لستُ من عشّاق الشاورما، وفي فترة ما من حياتي (في الثّانوية العامة) كنت أكره الشاورما جدا، لدرجة قد أبكي إن أحضرها أحد أفراد العائلة وتناولها في غرفتي فقط بسبب رائحتها!
لكنّها كانت حالة نفسية متعلّقة بتلك الفترة وانتهت بفضل الله مع انتهائها.
جرّبنا الشّاورما باللحم والدّجاج، أعجبتني شاورما اللحم أكثر، وأخي أعجبته التي بالدّجاج..
وأنا آكلها تذكّرتُ إخواننا وأهلنا في سوريا، ودعوتُ لهم. لا تنسوهم من دعاءكم رجاءً!
بعدها وصلنا البيت، وكان النّعاس على آخره..
وقرّرتُ أنّني مهما كنت نعسة، لن أنام قبل أن أصلّي العشاء.. لأنني إن فعلتُ لن أستيقظ إلا في الصبح وسيخرج وقته.
وفعلا.. بقيتُ مستيقظة.
أحببتُ أن أمازح أخي، فسحبتُ عنه البطّانية بالكاامل وهو نائم.. لأكتشفَ أنه أبي، الذي نظر لي باستغراب شديد واستحى أن يشتمني😂💔
فضحكتُ واعتذرتُ وبرّرتُ له فعلي بأني كنتُ أظنه أخي.
الغريب في الموضوع أنني مررتُ مسبقا بأبي وهو نائم في نفس المكان، ونسيتُ ببساطة أنه هو.
وبعد أن رأيتُ سوء ذاكرتي وقلّة تركيزي..
قرّرتُ أنني سأترك الهاتف ولن أستعمله لكي لا أصنع كوارثا أندم عليها لاحقا.
أذّن العشاء أخيرا.. صلّيتُ، وتناولتُ حبوب ذاكرة السّمكة (زيت كبد الحوت)..
ونمتُ.
وكانت هذه حقيقة المرّة الأولى منذ شهور، التي أنام فيها بعد صلاة العشاء مباشرة، بل وأستطيع أن أنام فقط بسبب التّعب والنعس الشديد!
المستفاد من هذه القصّة: خذوا حصّتكم الكافية من النّوم، فهي أقل كلفة من الكوارث التي ستصنعونها بسبب عدم النّوم وقلّة التّركيز!
التعليقات