وربّما هو فراغٌ عاطفيّ كبيرٌ يُصنع بداخلك بعد أن تأخذ الحكاية مجراها الأخير وتنتهي!
أتعرفُ شعور أن يجتاحك فراغٌ داخليّ؟ وربّما هو فراغٌ عاطفيّ كبيرٌ يُصنع بداخلك بعد أن تأخذ الحكاية مجراها الأخير وتنتهي!
فتشعرُ بعدها بالأسف، لأنّ هذا شيء عشتَ معه أجمل أوقاتك وأسعدها.. ثم وصلتَ بكلّ أسفٍ إلى النهاية! وقد تكون النهاية متوقّعة، تعرف أنّها آتيةٌ لا محالة، فتكون النفسيّة قد تهيّأت لها تلقائيّا، وقد تكون النهاية صادمة وغير متوقّعة، فتصطدم الحقيقة بالنّفس بقوّة، وتُخلّف آثارًا تأخذ كاامل وقتها منك ومن عمرك لتتلاشى!
لكنّ النّهاية الّتي أقصدها كانت من النّوع الأول!
ونعم، فأنا أشعرُ الآن بفراغٍ وأسفٍ كبيرين.
لكنّ سعادتي أكبر!!!
على مهلك! لستُ أعاني من اختلال في الشّخصية!
(فهذه المقدّمة الدّراميّة لتتحمّس معي وتتهيّأ نفسيا لإنهاء النّص دون أن تصطدم بالحقيقة...)
كلّ ما هنالك أنّه قبل يومين انتهت رحلةٌ كنت أعيش معها أجمل أوقاتي وأسعدها وأنفعها.
ولمّا وصلتُ آخرها زممتُ شفتاي بتأثّر وقلتُ بصوتٍ عالٍ: انتهت! وشاركتُ الخبر مع عائلتي بسعادة.
وكتبتُ على الواتساب حتّى يعيش الآخرون ما عشته، وها أنا أفعل ذلك مجدّدا هنا، فهذا حدثٌ يستحقّ أن يُروى ويوثّق وأن يُشارك الآخرون فيه فلا يبقى عندك فقط!
في صباح ثاني يوم، شعرتُ بالفراغ..
(ألن أُخصّص جزءًا من وقتي له اليوم كما اعتدتُ؟)
قلتُ لأمي -التي كنت أشاركها معي بعضا من هذه الرّحلة الشيّقة- : أشعر بفراغٍ عاطفيّ كبيرٍ الآن.. ما أصنع؟
فأجابت؟ وهل استفدتِ؟ قلتُ: جدّا..
قالت بنبرة الأمّ التي نعرفها كلّنا: إذًا علّمي إخوتكِ وشاركيهم ما تعلّمتِ وبهذا لا تشعرين أنّه انتهى.
وهو اقتراحٌ بدأت تطبيقه -بشكلٍ بدائيّ- مبكّرا في الحقيقة، فمن شدّة حماستي كنتُ أشاركهم مرّة بعد مرّة بعضا منه، وأختبرهم لأرى هل يعرفون مثل الّذي عرفته أنا لتوّي أم لا، ولأضيف لهم معلوماتٍ جديدة أيضا؟
حسنًا عزيزي القارئ أُحيّي فيك هذا الصبر على ثرثرتي وإطالتي المملّة ( هذا إن لم تكن قد خرجت من التدوينة وتركتها لشخصٍ آخرٍ له سعة صدر وطولة بال تكفيان لقراءة ثرثرتي😂)..
سأخبرك بالّذي عشته أخييييييييييرا..😩
قبل فترة، سمعتُ منظومة عن صفات المرأة المسلمة، والمنظومة عبارة عن قصيدة بأبيات شعريّة وعادةً تُقرأ بصوت جميل وبأحكام القرآن وتتضمّن في مجملها معانٍ قيّمة لها فائدة عظيمة، فيختصرون فيها العلم الغزير.
جذبتني هذه المنظومة جدّا وأعجبتني وفهمتها لسهولة الألفاظ والمعاني، فشاركتها لأغلب من أعرفهن.
وبعدها أردتُ أن أستزيد من هذا العلم الجميل الجذّاب (خاصّة وأنّي أُحبّ تلحين القصائد).
فبحثتُ في برنامج ساوند كلاود، وكان من أبرز ما ظهر لي منظومة أبي إسحاق الإلبيري، وكانت حوالي الـ13 دقيقة..
قلتُ هذا أفضل لأمرّر بها الوقت خاصة وأنّي كنتُ في المطبخ!
وبدأت سماعها، وسرعان ما انجذبتُ لمعانيها القويّة جدّا، حتّى أنّه استصعب عليّ فهم بعض المعاني ومالذي يقصده النّاظم -رحمه الله- بالضبط!
وكرّرتُ سماعها مرّاتٍ ومرّات..
وقرّرتُ أنّي سأبحثُ عن شرحٍ لها، فوجدتُ شرحا من ثلاثة أجزاء للشيخ سعيد الكملي -حفظه الله-، في الجزئين الأوّلين كانت مدّة كليهما السّاعتين، والأخير كان حواليّ ساعة ونصف..
إلاّ أنّني لم أستغرب كثيرّا.. فأخذك للعلم لا يكون في أقلّ من دقيقة كما درّبتنا وأوهمتنا مواقع التّواصل اليوم!
وأنا أقصد كمّ المعلومات الهااااااائلة التي نقرأها مثلا ونحن نتصفح الفيسبوك منشورًا تلو الآخر (هذا إن كانت ذات قيمة أصلا)، وبدون حتّى أن نتفكّر ونتأمّل قليلا بالّذي نقرأه..
عزيزي، هذا هُراء!
لا أُبالغ إن قلتُ أنّ هذا الوقت الذي لا أدري هل منحته أنا لهذه المنظومة لأفهمها، أم هي الّتي منحتني الوقت والسّعادة لأُنهيها وأتأمّل جمال معانيها!
لقد برع الشيخ الإلبيري-رحمه الله- في هذه المنظومة، بكلّ النّصائح التي نظّمها.
فكلّ نصيحةٍ فيها نحنُ بأشدّ الحاجة إليها الآن؛ في هذا الزّمن الغريب العجيب الّذي أسأل الله أن يّنجينا منه ومن فتنه!
وبرع شيخنا الفاضل سعيد الكملي -حفظه الله- في شرحها وشرح المعاني بصورة رائعة لا تملّ منها، وأسلوبٍ يجعلك تريد أن تعرف أكثر فأكثر! أمّا القصص التي كان يسردها لتقريب المعنى وإيضاحه أكثر؛ فهذا عالمٌ آخر تودّ أن لا ينته منه!
كانت هذه المرّة الأولى التي أطّلع فيها على كامل هذه المنظومة وعلى شرحها، وكانت هي المرة الأولى أيضا التي أسمع فيها شرحا للشيخ سعيد الكملي، وأظنّها لن تكون المرّة الأخيرة قط!
لا أكذبُ عندما أقول أنني كنتُ أذهب لتنظيف المطبخ وترتيبه بسعادة، لأضع السمّاعات في أذني فلا يحدّثني أحد، وأعيش مع هذه الأبيات وأسمع شرحها!
وكنتُ عندما أنتهي من تنظيف المطبخ وما زلتُ لم أنتهي من سماع كامل التّسجيل جلستُ أعتني بشعري ووجهي أو أيّ شيء آخر حتّي ينتهي المقطع..
وهكذا إلى أن أتممتُ هذه التّسجيلات الثّلاث..
لا أكذبُ حينما أقولُ أن العلم لذّة! وأنّ الأخذ منه لذّة لا تُقارن بأيّ شيءٍ آخرٍ على الاطلاق!
وأنّ السّعادة هي أن تفهم معنًى مفيدًا أشكلَ عليكَ، ووفقك ربك، وسخّر لك من يفهمّك إياه، وسهّل لك فهمه.
أن تأتيكَ هذه المعاني كلّها لتثبّتك أكثر! ولتربتَ على كتفك..
لتأنسكَ في وحدتك ووحشتك.
صدّقني لا لذّة تُقارن أبدا بلذّة العلم..
كلّ لذّة زائلة، إلا لذّة العلم..
فهو معك أينما ذهبت وحللت، وفي الآخرة سيكون معك في جبال حسناتك إن شاء الله..
فاخلصي يا نفسُ النيّة لله وحده..
واغترفي من هذا العلم ما يُعلّي المنزلة في جنان الخلد تحت عرش الرّحمن الرّحيم..
واعملي بما تعلّمتِ.. وانزعي عنكِ الجهل ما استطعتِ..
وإيّاكِ والكسل والتّفريط، فتكثري من حجج الله عليك!
____________________________________________
*رابط المنظومة على برنامج Sound Cloud:
Listen to منظومة الألبيري by youssef on #SoundCloud
https://soundcloud.com/user-278754083/t42dxw1jvojq?ref=clipboard&p=a&c=0&si=edc03295443a4790875c88bb13a5f852&utm_source=clipboard&utm_medium=text&utm_campaign=social_sharing
*روابط شرحها:
Listen to شرح منظومة الألبيري | 1 | الشيخ د. سعيد الكملي by منصت on #SoundCloud
https://soundcloud.com/w57wkphyytl8/8inqcfqa86mn?ref=clipboard&p=a&c=0&si=d79140fded294baba2ede943b4bd564e&utm_source=clipboard&utm_medium=text&utm_campaign=social_sharing
Listen to شرح منظومة الألبيري | 2 | الشيخ د. سعيد الكملي by منصت on #SoundCloud
https://soundcloud.com/w57wkphyytl8/popyk4x6xhaa?p=a&c=0&si=dde4b51d3cf948a6b9319d86f20cc16e&utm_source=other&utm_medium=text&utm_campaign=social_sharing
Listen to شرح منظومة الألبيري | 3 | الشيخ د. سعيد الكملي by منصت on #SoundCloud
https://soundcloud.com/w57wkphyytl8/ctzka0a00ixr?ref=clipboard&p=a&c=0&si=57efb8c92b1d485aad5d468f6f862921&utm_source=clipboard&utm_medium=text&utm_campaign=social_sharing
التعليقات
اللهم آمين..
أسعدكِ الله يا رهف🌸