هذه التدوينة أكتبها بمناسبة وصول هِبةُ الحُريّة إلى أكثر من ١٠٠ متابع.

هذه التدوينة أكتبها بمناسبة وصول هِبةُ الحُريّة إلى أكثر من ١٠٠ متابع.

ومن هذا المنبر، أحبّ أن أشكر كل من منحني بعضا من وقته وحياته ليقرأ كلماتي التي وضعتُ فيها جزءًا كبيرًا منّي (وإنّي لأجاهد نفسي على ألا تكون هذه المدونة مجرّد ثرثرة بالية).

..

أذكر بداياتي في أواخر ديسمبر من عام ٢٠٢٠، وأوّل تدوينة كتبتها ونشرتها، وكيف أنّي حذفتها في ٢٠٢٣ لأنها لم تعد تعبّر عن مفاهيمي الجديدة.

كما أذكر تشجيع خالتي لي وترحيبها، بعد دخولي عالم ملهم الملهم فعلا!

فبسببها عرفتُ ملهم، ولأنها كاتبتي الملهمة، وددتُ دومًا أن أمشي على خطاها الأدبيّة.

يومها قالت لي: "تخيّلي أنّي فكّرتُ منذ أيام وقلتُ لم لا تكتب هبة على ملهم؟"

فهي تعرفُ حبّي للكتابة، وكنتُ أشاركها كتاباتي أولا بأوّل، وأنتظرُ بحماسي الشّبابي أن تردّ عليّ سريعًا وكأنّها لا تملك ما تهتم لأجله عداي!

فأنا الآن، وإن كنتُ ممتنة لهذه التجربة الفريدة من نوعها، فمن بابٍ أولى سأكون ممتنة لخالتي الحبيبة أمل.

وإني واللهِ على أملٍ قريب بأن ألقاكِ..🌸

..

لا أنكر أن هبة الحرية قد احتضنتني في كثيرٍ من المرّات، فكم من مرّة كانت متنفّس غضبٍ لي، أو تعبير عن سعادة وحماسة زائدة فرّغتها في الكتابة، أو تفريغٍ عن مشاعرٍ سلبية سرعان ما أمسحها، أو كلمات خجولة مشتاقة (لا تلبثُ إلا أن أمسحها أيضا)..

هذه المدوّنة أنشأتها في فترة عمرية أستطيع القول أنها كانت شاهدة على تغييراتي الفكرية وبعض المبادئ والأولويات.

عندما أقرأ تدوينة كتبتها مثلا في ٢٠٢٠ أو في ٢٠٢١، أرى بوضوحٍ تام هذا التغيّر الذي طرأ على شخصيّة هبة وصقَلَها.

وأحمدُ الله كثيرا على نعمة التدوين، والتي تجعلك تستذكر أيامك الصعبة وتبتسم لها بامتنان.

فما كان هاجس خوف بالنسبة لك بالأمس، كتبته ووثّقته كتعبير عن شعورك حينها، واليوم أنت تقرأه بكامل استرخائك واطمئنانك!

فالحال لا تدوم، وهذا معنى يُعلّمك إياه التدوين!

..

قبل أن أنشأ مدونتي على ملهم، بقيتُ أفكّر كثيرًا..

هل أضع صورتي الشخصية؟ (فأنا أريد ان أكون كاتبة أديبة معروفة منذ البداية بوضوح😂😂💔)

وكان التفكير في هذا الموضوع بالذات قد جعل سنتين تمضيان دون أن أبدأ التدوين.

لم تمانع العائلة أن أضع صوري، بل وشجعّني البعض.

لكنّ شيئا ما داخلي يرفضُ ذلك ويأباه.

وبعد سنتين تقريبا، وفي فترة الثانوية العامة أنشأتُ مدونتي، ولم أضع صورتي.

في عام ٢٠٢٢ كانت تلك المرة الأولى التي أضع فيها صورة لي، وبقي نفس الشعور، وسرعان ما حذفتها.

وبقيتُ أفكّر كثيرا، ووضعتُ صوري كصورة شخصية للمدونة مرات ومرّات، تارة أحذفها وتارة أعيدها.. وهكذا..

وكنتُ أمسحها في كلّ مرّة لذات السّبب.

في آخر مرّة حسمتُ الأمر وبنيتُ قاعدة واضحة: "شيءٌ لا يطمئنُ قلبك له ويرتاح، لا تفعليه! واسمعي لصوتك الدّاخلي، ولا تتجاهلي صفّارات الإنذار"

وأنا لا أفكّر أبدا بوضع صوري بنفسي بعد الآن طالما أنّها لا تقدّم ولا تؤخّر، بل وقد آثم عليها.. وأسألُ الله الثّبات على ذلك والإعانة عليه.

..

بدأتْ هبة الحرية تكبرُ شيئًا فشيئا، وصارت أعداد المتابعين وأسمائهم تزداد..

وهذا سرٌّ لا أرى بأسًا بالإفصاح عنه:

"فأنا أقرأ اسم كلّ متابع جديد لمدوّنتي، وأتصفّح ملفّه على ملهم، فكيف أرضى أن لا أتعرّف على متابعيني بنفسي منذ البداية؟ وأن أحلّلُ ما أستطيع تحليله وبالله التوفيق؟ 😂"

لكن شيئًا ما، لا أفهمه حقيقة!

هم أولائك الذين يكتبون أسمائهم بطرقٍ غير مفهومة، أو بأسماء مضحكة وغريبة! أو يكون اسمهم عبارة عن رمز أو حرف.

كان من ضمن الخيارات في ملهم قبل تحديثه وتطويره، أنه بإمكان صاحب المدوّنة أن يحذف بنفسه من لا يريد أن يتابعه، وقد كنت أفعل ذلك أحيانا.

وانا أفتقدُ هذا الخيار الآن حقيقة..

فمثلا: يتابعني مستخدم باسم: "اخت بليس"..

وهو شيء أضحكني وأرعبني قليلا..

لمَ قد يرسل لي إبليس أخته لتتابعني على ملهم؟!

لا تسخر منّي عزيزي القارئ، ولكنّي فكّرتُ:

"هل كانت أخت ابليس ضمن الذين تصفّدوا بالسلاسل في شهر رمضان؟!"

أنا فعلا لا أفهم لم قد يكتب أحد اسمه بهذا الشّكل!

أرجوكم، اكتبوا أسمائكم كما هي أو على الأقل بطرق مفهومة وغير مضحكة!

..

وأخيرًا، وإن كنت وصلتَ إلى هنا فأنت فعلا شخص مكافح! 😂

شكرا لك!

وأودُّ أيضا أن أعتذر لك عن إطالتي، أو أي كلمة من الممكن قد تسبّبت لك بإحراجٍ أو ضيق في تدويناتي.

أنا أسعى لتطوير نفسي وكتاباتي وأسلوبي قدر الإمكان (وأعتقد أن هذا يبدو واضحا في كل مرة وفي كل سنة تزداد فيها هبة الحرية نضجا وخبرة)

ولكنّه الحماس..

كان السّبب وراء حماقاتٍ كثيرة، وتدويناتٍ عديدة كانت نهايتها سلّة المحذوفات.

ولولاه.. ربّما لم أكن لأصل إلى هنا الآن!

__________________________________________


*ملاحظة:

لمَ لا تضيف ملهم قسما جديدا للتدوين بعنوان: ثرثرة؟

سأكون أوّل المدونين في هذا القسم!!!




ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

آمين🌸
تسلمي يارب🌸🌸

إقرأ المزيد من تدوينات هِبةُ الحُريّة 🕊

تدوينات ذات صلة