إذا كان الطبخ من أجمل الهدايا التي نقدّمها لمن نحبّ، فمن بابٍ أولى سأصنع لنفسي طبقًا اشتهته وأرادته، وأُهديها إيّاه بكلّ حبّ! 💓
منذ أسبوعين، اشتهيتُ طبق محشي الملفوف..
ولا أدري مالسّبب!
وكنّا في كلّ مرّة نقرّر فيها طبخ محشي الملفوف تتغيّر الخطّة!
كنتُ أذهب للجامعة وفي طريقي إن هاتفتُ ماما قلتُ لها: غداءنا اليوم محشي ملفوف، صح؟
وإن كنت في فترة راحة ما بين المحاضرات في الجامعة وهاتفتها، سألتها نفس السؤال!
ولكن سبحان الله!
شاء الله أن أصنع هذا الطبق بيديّ وأن أستمتع بكلّ خطوة في تحضيره بنفسي..
وأن أشفيَ رغبة أسبوعين كاملين في صدري!
اليوم وبفضل الله..
استيقظتُ وقرّرتُ أنه مهما حدث أنا سآكل اليوم محشي ملفوف! 😂
حتى وإن لم تكن بعض المكونات موجودة، أنا سأحضّر طبق الملفوف بيديّ هاتين وأهديه لنفسي، وسآآآكل محشي الملفوف!
وبما أنّه لا محاضرات جامعية اليوم بفضل الله، ذهبتُ صباحا إلى مركز التحفيظ، وفور أن عدتُ المنزل دخلتُ المطبخ، ولم أخرج منه إلا بطبق الملفوف😂😂
حرفيّا كنتُ أطبخ وعبارة "أسعد نفسك بنفسك" تدور في رأسي أغلب الوقت..
وكنت سعيدة للغاية.
خاصّة وأنها المرّة الأولى التي أحضّر فيها محشي الملفوف من أوله إلى آخره بنفسي.
شاهدتُ فيديوهات على اليوتيوب لأرى طرق تحضير مميزة ومختلفة.
وكان أول شيء خطر في بالي هو محشي الملفوف بالطريقة اللبنانية، ولم تكن لديّ بعض المكوّنات، فأخذتُ منهم بعض الأشياء المميزة في تحضيره، وشاهدتُ وصفة مصرية على ما أعتقد وأخذتُ منها ما أريد..
وشكّلتُ في النهاية طبق محشي ملفوف خاصٍّ فيني، استجمعتُ مكوّناته من أكثر من طريقة، وأضفتُ عليه من ذوقي الرّفيع في الطبخ، هذا شيء أكيد!
فأنا أحبّ أن تكون لي بصمتي الخاصة حتى في طعامي الذي أُعدّه بيدي وآكله!
كانت هذه تجربة فريدة من نوعها، فشعور أن ترغب بشيءٍ وتناله.
ولا تناله بالطّريقة السهلة المعتادة.
بل تبذل جهدا للحصول عليه.
هذا في حدذاته إنجاز!
إنجازٌ يجعلك تحمد الله على نعمه الكثيرة التي لا تعد ولا تحصى، وتعدّد نعمه عليك سبحانه.. وتخجل من نفسك!
اليوم، لم يكن لديّ ما يكفي من المكوّنات لأصنع طبقا اشتهيته.
لكنّني عقدتُ العزم على أن أصنعه بأقلّ شيء أجده أمامي.
وبعد بحثٍ في وصفات الطبخ الكثيرة، وجدتُ ما يكفي لصنع طبق لذيذ كما أحبّ!
وأعددته بكلّ شغف، ولففتُ أوراق الملفوف بتناغمّ وانسجام تام.
ووضعتها في طنجرة، ووضعت الطنجرة على النار، وانتظرتُ أن ينضج طبقي بكلّ حماسة!
فكنت ببن الحينة والأخرى آخذ قطعة أتذوقها، وأتغزّل بإبداعي وجمال طعمها رغم أنّها لم تنضج بعد!
وفي النهاية تحصّلنا على طبقٍ لذيذ جدّا، مذهل جدّا..
وله حكايته الفريدة من نوعها!
صِدقًا شعرتُ أنني أنجزتُ شيئا مذهلا اليوم، وأنني أهديتُ نفسي شيئا كانت ترغبه بالفعل!
ففور أن أكلتُ وشاركت عائلتي منه..
أخبرتُ ماما: أنا الآن أشعر أنني شفيتُ غليلا كان في صدري وحصلتُ على مرادي! 😂
فهذه فعلا لم تكن مجرّد وصفة عادية!
_____________________________________
⚠️ تنبييه: عزيزي القارئ، إن تسبّبتُ لك بالجوع، فاذهب وكافئ نفسك بوصفة شهيّة تحبّها، احرص على أن تصنعها بنفسك بكلّ حبّ♡ وشاركها مع عائلتك والأحباب!

التعليقات
إيناس العزيزة على القلب!
كم أسعدني حضورك اللطيف المفاجئ وتعليقك الألطف!
الله يسعدك ويرضى عليك يا بنتي😆🌸🌸
أنرتِ ملهم! 💜