قال رسول الله ﷺ: (مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى)
ربّما هذا أقلّ واجب أقدّمه لأهلنا المتضررين من أثر الزلزال في المغرب، وطوفان المياه والفيضانات في بلدي الثاني الحبيب ليبيا.. وبالأخص المدن الشرقية ومدينة درنة المكلومة..
لا شيء يصف حجم الفاجعة..
فُجعنا بأهل المغرب ولم نكد نصدّق حجم الدمار عندهم وأعداد الوفيات المتزايدة حتى أوجعتنا ضربة كانت أقرب وأوجع..
اللهم إنا لا نسألك ردّ القضاء ولكن نسألك اللطف فيه..
كهذه حالات.. لا يمكنك تجاوزها ولا حتى تجاهلها..
وأيّ عديم مشاعر سيتجاهل فاجعة ألمّت بإخوانه المسلمين؟
خاصّة وإن كانوا من أهل بلده.. أو من أهل بلدٍ احتواه لما شاء القدر أن يكون هذا البلد هو مسكنه الوحيد والضمّاد على قلبه من غربةٍ ووحشة.
أهلي وأحبابي في المغرب..
أسأل الله أن يخفّف عنكم وأن يرفع عنكم البلاء.. وأن يرحم موتاكم ويكتبهم عنده من الشهداء.. وأن يشفي الجرحى والمصابين وينجّي العالقين ويردّهم إلى أهلهم سالمين..
وإلى أهلي في وطني الثاني ليبيا..
جرحكم جرحي.. وألمكم هو ألمي..
واللهِ إني لمفجوعة..
وهذه الفيديوهات والصور القاسية.. وأعداد الضحايا والمفقودين المتزايدة.. والبيوت التي هوت بأهلها لما انفجر السّد وجرفها الفيضان إلى البحر..
ونداءات الاستغاثة من أشخاصٍ لا يعرفون شيئا عن أهاليهم في المناطق المنكوبة وأصواتهم الباكية..
وأخبار وفيات لأشخاص لم نعرفهم يوما.. ولكنّنا شعرنا بهم وحزنّا لفقدهم وكأننا نعرفهم منذ زمن..
لرجال الإنقاذ والهلال الأحمر اللذين قضوا حتفهم أثناء تقديمهم أيادي المساعدة..
أشخاصٌ ضحّوا بأنفسهم، رخّصوها وباعوها لشراء الجنة..
أسأل الله أن يكتبكم عنده من الشهداء ومن اللذين يدخلون الجنة بلا حساب ولا سابقة عذاب.. آمييين..
إني والله لأشعر بالعجز وأنا هنا في غرب ليبيا وأهلي في الشرق في محنة عظيمة..
حاولتُ أن أفعل أي شيء بالأمس وأكتب.. فلم أستطع..
وأكلني الهمّ اليوم دافعا إيّاي لفعل أي شيء، ولو كانت الكتابة عنهم وعن معاناتهم وعن نقل خبر ثلّة مسلمة مفجوعة.
بالأمس أرسلت لي صديقات أعرفهن عن طريق الانترنت يطمئنّن عن حالي وحال أهلي..
طمأنتهم وشكرتهم وطلبت منهم الدعاء.. وأخبرتهم أنني بخير فلستُ من المتضررين الحمدلله..
لكنّ ضرري ضررٌ نفسي يتفاقم مع كل خبر جديد، ومع كل مقطع فيديو يُنشر وصورة..
أنا أطلبُ من كل شخص قرأ هذه التدوينة، ومن كل شخص على اطّلاع على أخبار إخوانه المسلمين بأن يدعو لهم، وأن ينقل خبرهم لغيره من المسلمين.. فحتى وإن بَعُدَ الجسد تبقى القلوب بالدعاء قريبة.
فعن النعمان بن بشير -رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله ﷺ: (مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى)
فاللهم تلطّف بعبادك المساكين الضعفاء.. اللهم وأجرهم في مصيبتهم..
وياربّ قلوبنا.. اجبرها وارحمها
اللهم أنت ربي لا شريك لك..
ولا حول ولا قوة إلا بالله..
التعليقات
اذا كنتم تريدون ان اكون ضمن كتاب الموقع فهذا شرف لي
يمكنم التواصل معي عن طريق الموقع
www.divaexpertt.com