لمَ لا أصنع منّي عالمي الأجمل الذي يجعلني مكتفيا وغنيا عن فتاتِ الآخرين؟

ورويدًا رويدًا..

بدأ باستجماع قِواه.

لا يذكرُ سوى أنها خارت قبل شهور.. شهور فحسب!

فلطالما عوّل على كل يومٍ جديد، أن يكون هو اليوم الذي يُنجيه، ويخرجه من ظلامٍ خيّم على روحه مبكّرا.. لكن دون جدوى!

تساءل كثيرا..

لماذا؟ كيف؟ ومتى؟ وأين؟ وهل؟!

أسئلةٌ كثيرة بلا إجابات!

لكنّ القدر تارة يرمي له بإجاباتٍ خفيّة لا يتوقّعها.

فما تزيده غير حيرة، وسخطٍ بغضب حانق على العالم بأسره.

ولمّا كان ساخطا إلى هذا الحدّ، في كلّ مرة يُهديه القدر فيها إشارة؛ امتنع!

وتركه يتخبّط بين زوايا روحه لا يجدُ مهربا من نفسه.

_لماذا تركتني؟!

كان السؤال نفسه الذي يكرّره في يومه عشرات المرّات.

السؤال نفسه الذي أكل من روحه ووزنه واقباله على الحياة.

لكنّ لا حال يدوم كما تعلم!

والحياةُ بطريقتها الخاصة ستجبرك على أن ترضخ وتقنع في وقتٍ ما؛ إن لم تختر ذلك بنفسك!

أخيرا بعد شهور طويلة -نسي عددها وملّ من عدّها- أجبرته الحياة على التخطّي، وأن يكمل مشوار حياته بحذرٍ أكبر.

ولم يمنعه ذلك في النهاية من معرفة الإجابات التي ودّ لو فهمها يوما، أو حتى اختلاقها من العدم!

قرّر أخيرا بنفسٍ راضية، أن يصنع من كلّ شيءٍ جميل وجده في غيره وأحبّه، شيئا مشابها له في روحه.

فبذلك تخطّى، واستكمل طريقه.

وبهذا المبدأ صار يمشي..

لمَ لا أصنع منّي عالمي الأجمل الذي يجعلني مكتفيا وغنيا عن فتاتِ الآخرين؟






ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات هِبةُ الحُريّة 🕊

تدوينات ذات صلة