يا ربِّ إنّي أحببتها حُبّا فيكَ، فحبّب فيها أهل السماوات والأرض..♡
_من مرميّة؟
=هذه قصّة تطول.. وحسبك منها أن المرميّة نوعٌ من الأعشاب المريحة الهادئة والمفضّلة عندي، وهي صفاتٌ تنطبق على شخصيّة تعزّ على قلبي اسمها مريم، وأحبّ تسميتها مرميّة!
_هلّا أخبرتني عنها أكثر.. أرجوكِ!
=لا بأس، ولكن عليكِ أن تصبري فالقصّة طويلة..
"منذُ أن كنتُ طفلة، كانت مرميّة مجرّد ابنة صاحب أبي، وكانت بيننا بعض الزيارات المنزلية العائلية.
ولم نصبح أصدقاءً إلّا في بدايات المرحلة الثانويّة. (فنحن في نفس المرحلة الدّراسية، وتطورت علاقتنا عبر الواتس آب، مع بعض الزيّارات القليلة).
وبسرعة بدأت صداقتنا تتطور بشكل سريع!
فأنا ومرمية نتشابه في كثيرٍ من الصّفات والسّلوكيّات.
كان لها دورٌ كبيرٌ في توجيهي إلى الطّريق الصحيح.
تفهمني جيّدا وتستوعبني..
تعرفُ من طريقة كتابتي متى أكون هبة، ومتى لا.
أذكر تلك المرّة التي أخبرتني فيها أنني تغيّرتُ ولم أعد كما أنا.
بينما لم أكن ألحظُ أنا أيّ شيءٍ معتقدة أنني معها كما أنا دومًا...
(هي تعرفني أكثر منّي في كلّ اللحظات التي أغفل فيها عن نفسي)
لم أثق يومًا بأحدٍ كما وثقتُ بها..
ومن يعرفني جيّدا، يعرفُ أنّي لا أعطي أحدًا ثقة كبيرة إلا وقد احتلّ مكانة كبيرة في قلبي، وأني اطمئننتُ له وارتحتُ.
كثيرًا ما كنتُ أخجل من نفسي عندما أتمعّن في طيبتها وبرائتها.
هي تراني قويّة الشخصية، وأنا أراها شخصيّة قويّة بجمال قلبها وطيبه، بحسن نواياها الدّائمة، وخوفها من أن تؤذي أي أحد!
تخشى حتّى أن تؤذي من آذاها!
فأيُّ جمال هذا؟!
بالنّسبة لي؛ لا مشكلة عندي أن أصفع بقوّة بابا تأذّيتُ منه في وجه صاحبه.
أمّا هي: فتتركُ رسالة على الباب تُخاطب فيها من أذاها، بعباراتٍ من فرطِ رقّتها وجمال النّصح فيها تخجل من نفسك وتتوب ، ثم تغلقُ الباب برفقٍ، ولا تعود، ولا تجدها.
هي في الحقيقة، كانت في كلّ مرّة تعلّمني دروسًا دون أن أشعر.
ولا أُنكرُ أنّ لها دورًا كبيرا في تشكيل شخصيّتي وصقلها.
أنهينا المرحلة الثانويّة سويّة، كانت بطلةً بما يكفي، لتحصد نسبة 97% رغم كلّ الظروف التي مرّت بها، فصنعتْ بجدّها ومثابرتها وسام فخرٍ لوالديها وعائلتها..
والتقينَا بعدها في حفل تكريم كان من أجمل اللحظاتِ التي جمعتنا.
أنا حقّا لا تسعني هذه الكلمات لأكتب عنها..
فهي الصّديقة الثابتة على العهد دومًا، صادقة، كتومة، خجولة، بريئة، ذكيّة جدا، لها حدس عالٍ، وذاكرة حديدية، لها عاطفة وطيبة إن وزّعتها على أهل الأرض لا تنفذ، لا تستسلم، محبّة للرّسم، تقرأ كتاباتي وتحبّها أكثر منّي أنا نفسي..
كم أكتب عنها وكم؟!
هي الصّديقة التي تعرفُ الّذي مرّ بهبة منذ أن أن أصبحنا أصدقاء وحتّى يومنا هذا.
هي التي عندما كنتُ ألجأ لها في لحظات توتّري الشديد، أخبرتني وطمئنتني برفقٍ أن كلّ شيء سيكون على مايرام..
هي الّتي أتحدّثُ معها كما اتحدّث مع عائلتي بسخافتي وطبيعتي الساذجة أحيانا، وبل وأكون معها أكثر سذاجة وحماقة!
دائما ما كنتُ أُصدّع رأسها بتسجيلاتي الصوتيّة، وبصوتي القبيح من فرط الانسجام!
هي التي عندما أقرأ رسائلها وأنا جالسةٌ بين العائلة، تنتابني نوبة ضحك (غالبًا عالهزاز إن استطعتُ تمالك نفسي) ويصيرُ وجهي أحمرا، فتنتابهم الشّكوك إلى أن أطمئنهم بالأدلة..
هي مرميّة.. الصّديقة العفيفة الطّاهرة.
الّتي منّ الله عليها بأجمل اسم..
والتي أدعو الله أن يحفظها ويحميها ويبعد عنها كيد الشيطان ومكره، وكيد أشباهه ومكرهم.
فاللهم احفظها بحفظك، واحمها، ووفقّها، وارضَ عنها، واسعدها ياربّ في الدّارين، وأرح قلبها وأنزل عليه سرورا من عندك..
وارضها وارضَ عنها يا الله.
يا ربِّ إنّي أحببتها حُبّا فيكَ، فحبّب فيها أهل السماوات والأرض...♡
اللهم آمييييييييين."
التعليقات
اللهم آميين، جزاكِ الله خيرا يا ولاء.
ورزقكِ الله ومتّعك بصحبة صالحة تسرّك في الدنيا والآخرة ياربّ..🌸