فجأة يدفأ قلبك من أعين حلوة تنظر إليك.. فجأة يخرج الحلو الذي فيك..

أن تكن شخصًا محظوظًا يعني أن تحاط بأشخاص يمتلكون -أعين حُلوة-

,لا أعني جمالًا ظاهريًا، ولكن أعني بهما عينان جميلتان مرآتان لقلب حلو..


أشخاص أعينهم أعتادت على رؤية الجمال حتى لو من صلب القبح.. يرون دائمًا الجانب المضيء بكل شيء في الحياة حتى بالمصائب وفي أحلك الأمور،

يخرجون الحلو فيك وينبهونك له في أوقات ربما لا تثق فيها بنفسك..

وكأن أعينهم يد تربت على كتفك، ففجأة يدفأ قلبك،


-عيونك حلوين- جملة عامية ربما اعتدنا أن نقولها دون أن نفكر بها نقصد بها قلبك حلو روحك حلوة لسانك حلو وكلماتك حلوة..

لو ترى كلمتك الحلوة التي لا تلقى لها بالاً كيف كان أثرها على قلب الذي أمامك لمشيتُ تلقي كلمات طيبة على كل عابر غريب..

ربما كلمتك العابرة تصنع يومه، ربما تدفعه للأمام.. ربما تمنحه الأمل..

ورأيت أثر هذه الكلمات من مديري السابق في العمل كان كل صباح يلف على مكتب مكتب يمنح كل واحد فينا كلمات مشجعة، كنا بعدها نكمل اليوم بنشاط وتحفيز فوق الخيال!


وأمي كانت من الأشخاص التي أعينهم حلوة، فحتى في أحلك الظروف كانت تملك نظرات مضيئة ومتفائلة وتخرج ولو شيء بسيط في هذه الظروف وتخبرنا أنه الأمل وأن نتمسك به كانت كلماتها حلوة دائمًا..

وأنا كنت محظوظة لأنني تعلمت منها أن أملك هذه النظرات والكلمات..



أمي أيضًا كانت من الأمهات التي لا تعاقب أبنائها، ولم نكن أبناء مدللة قط!

حتى أنا وأخواتي كان الواحد فينا كلما فعل شيئًا خاطئًا نذهب ونعترف لها ..

ولا أذكر أنها عنفتنا يومًا جسديًا ولا نفسيًا... وكان كل خوفنا منها هو أن نخذلها..

هذا الخوف ما كان يحول بيننا وبين الخطأ،

سألتها مرة وقالت لي:

"لن أكون بجوارك طول العمر لكن ربنا يراقبك ومعك في كل مكان لا أريدك أن تخافي من عقابي لكن خافي من عقابه"

أمي كانت ترى فينا شيئًا جميلًا، صدقنا أننا نمتلكه حتى ملكناه بثقتها..


ربما بسبب عيونها الحلوة والأكثر ثقة بالله..

اليوم وأنا بهذا العمر أحمل لها كل امتنان العالم في قلبي.. كلما تذكرت أنني في الوقت الذي كنت أنتظر فيه عقابًا منها على أي شيء خطأ فعلته ويؤلمني ضميري

وأذهب لها معترفة يأكلني الندم بالأخص أنني من الأشخاص التي تجلد ذاتها، كانت تفتح ذراعيها وحضنها وتقول

"ولا تزعلي تعالي.. المهم تعلمتِ من غلطك وما تكرريها"


في الوقت الذي كبرت فيه وصار كل الخطأ مباح أصبح ما يمسك بي هو الخوف من عقاب الله وليس منها كما أرادت هي أن تعلمنا..


ولا أعرف هل من الممكن أن أصير يومًا أمًا حليمة وصبورة مثل أمي،

أو أن أملك أعين حلوة لأرى الحياة مثلها!

🌼

ألم تر كيف ضرب الله مثلا كلمة طيبة كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها



🍁 fardiat

ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات 🍁 fardiat

تدوينات ذات صلة