ترجمتي لخاطرة من كتابة Facebook: On Her Own Galaxy / Ren Ednalig

"اهلا، لمَ قمت بالاتصال بي؟"



الساعة التاسعة والنصف مساءً حينما بدأ هاتفي بالرنين، لقد كنت متأكدة أنه لا يتوقع ردا على المكالمة ، نظرا لمعرفته أنني غالبا ما أقوم بأعمالي الروتينية الآن أو على الأقل يتوقع أن أكون نائمة بحلول هذا الوقت ، لطالما اعتدت أن ابقي نفسي منشغلة فقط لكي لا يزعجني شيء مثل هذا وأن لا أضع في رأسي أي أفكار غير مجدية قد تضر بي.



لكن كل شيء تغير، ربما ليس بمقدار مئة وثمانين درجة، إلا أنني أحاول حل بعض الأمور، لازلت قدر الإمكان أحاول أن لا اُغرق نفسي بالوحدة والعذاب، أن ابقي رأسي خارج تلك المياه…. أن اخرج يدي طلبا للنجدة، فلعلي أجد من يساعدني وينقذني من هذه الأمواج المتضاربة.



وجدته هو … فلقد شهد فوضى قلبي وعواصف عقلي منذ اليوم الأول، لقد جعلني أدرك أن هنالك أشخاص بإمكانهم سماع بكاءك وحزنك المخفي وراء ضحكاتك العالية، حتى بين صمتك، هناك من يستطيع رؤية آثار دموعك ويحاول قدر الإمكان إبراز ابتسامتك المشرقة…الذي يستطيع تمييز الحزن الكامن في عينيك… الذي يستطيع رؤية كم أن كتيفيك متعبان من حمل الكثير منك، حتى أنك عجزت عن معرفة ما إذا كنت تستطيع حمل أكثر من ذلك.




"هل أنتِ منشغلة؟ لماذا لا زلتِ مستيقظة؟" أعتقد أنه فكر جيدا بالكلمات المناسبة لهذا السؤال، ربما لكي يحصل على جواب تامٍ مني.




"ليس تماما، بالإضافة إلى أنك عندما اتصلت كنت على وشك النوم" ، قلتها وأنا ارتب وسادتي و غطاء سريري مسندةً الهاتف على كتفي



"لماذا؟ هل يوجد شيء تود التحدث عنه؟ " أضفت




كل ما اسمعه هو صوت انفاسه على الخط المقابل، ربما كان يفكر بما يريد قوله لي.


كم اشتقت لرؤيته وهو يفكر بعمق وجدية وهدوء، عندما يكون عقله في مكان آخر، لكن مظهره البرئ يبقى غير متأثر، اجده لطيفا وهو بتلك الحالة.




"لابد أنك تريد قول شيء ما، كلي آذان صاغية " أكملت منتظرةً رده




"ربما يبدو هذا عشوائيا…." قال




"أنت تعرف كم اكره هذا التشويق " قمت بتذكيره




"متأسف على ذلك" قال ضاحكا بصوت عالٍ




"فقط قلها، انا استمع" أجبته




أخذ نفسا عميقا وقال: "انني فقط ممتن جدا…"


لقد شعرت أنه مبتسم، لا أعرف لمَ ، ولكن يبدو أنني واقعة جدا في حبه فعلى الرغم أننا لسنا معا الآن إلا أنني استطيع وبكل دقه معرفة تعابير وجهه.




"ممتن ل...؟ " لكني مازلت محتارة لمَ قال انه يشعر بالإمتنان "لا أعتقد انني قدمت لك أي خدمة !" أضفت



"لقد فعلتِ" قال على الفور


"عندما اخترتِ الحياة على أن تنهي الأمر…. أنا سعيد ببقائك، سعيد بأن سنحت لي الفرصة معرفة أروع وأجمل إنسانة ، والتي هي أنت…"




لقد كان ذلك مفاجئا جدا بالنسبة لي، لقد كانت أول مرة يقول شخص لي انه سعيد أنني مازلت على قيد الحياة، لم أكن متخيلة سماع تلك الكلمات، لقد كان مديح لم اعتد سماعه، لكن ربما أنا استحقه…




"…شكرا لوجودك " أكمل




ربما ذلك من أحد أهم الأسباب أنني مازلت هنا، لجعلي أستمع و ادرك أن هنالك أشخاصا سعيدون لوجودي على قيد الحياة ، لقد عرفت الآن أنني اتخذت أفضل قرار بالبقاء…


"ش..... شكرا لك أنت" قلتها بحماسة و أقفلت الخط، لم أغلق هربا منه، بل لأنه جعلني أدرك أن في هذه الحياة أمورا تستحق أن يعاش من أجلها، أشخاصا يرون الجانب المشرق منك.. أمور لم تعتد أنت على رؤيتها في نفسك.. يجعلونك تعيد بناء هذا الثقة و يأخذون بيديك إلى بر الأمان…


ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

رائع جداً ، شعور حلو وجود شخص بجانبك يشعرك بأن الحياة الجميلة وأن هناك أشياء تستحق أن تعيشها ، وياخذونك إلى بر الأمان ويجلعون منك شخص يحب الحياة .🤍✨

إقرأ المزيد من تدوينات عائشة أحمد

تدوينات ذات صلة